تشهد الاحساء مع بداية موسم موجات الشتاء إقبالاً واسعا من الأهالي على شراء «جذب النخيل» أو ما يسمى بـ «الجذوبة» أو «لب النخلة» المستخلص من بطن النخلة، حيث يعد علاجا تهبه الطبيعة للأحسائيين.
فيما يباع «الجذب» في أماكن معينة وهناك من يقوم بتوصية مزارعي النخيل لحجزه، ويكثر خلال هذه الأيام تزامنا مع إعادة بناء النخلة بعد موسم الصرام وتخلص المزارعين من بعض النخيل، فيما تتفاوت أسعار الجذب بحسب الحجم والكمية حيث تتراوح ما بين 150 إلى 300 ريال.
ويشير أحد الباعة أبو حسين، الى أن الإقبال كبير من الأهالي وخاصة من خارج المملكة الذين يقبلون عليه لشراء كميات كبيرة منه.
وأوضح المزارع محمد الحسين، أن التجذيب يكون في النخيل الزائدة عن حاجة المزارع وخاصة في الأوقات الحالية مع إعادة تنسيق المزارع بعد موسم التمور وإعادة بناء النخلة من جديد، كما يتم تجذيب النخلة بسبب تقدمها في العمر أو لقلة الإنتاج فيها أو في النخيل المصابة بالآفات الزراعية أو التي تسقط بفعل العوامل الطبيعية، كما أن الكثير يسعى بالطبع لإعادة غرس النخيل من جديد في أماكنها المحددة وظروفها الملائمة ولا يلجأ أبداً لتجذيبها إلا إذا كان مضطراً فقط.
ويضيف مزارع آخر علي المطر، أن جذب النخل يكون لذيذا كونه طريا ونديا معتمداً في ذلك على عمر النخلة كبيرة كانت أو صغيرة ثم نوعها ومكان تواجدها وشدة تأثرها بمحيطها والأجواء التي هي فيها ومصدر الماء الذي يسقيها، ومنقوع الجذب أو عصارته مفيدة جداً للجسم، وتشتد حلاوة الجذب وطراوته في الأجواء الباردة الشتوية حيث نرى الكثير يسعى للحصول عليه والاستمتاع بأكله والتلذذ بطعمه.
وأشار أخصائي التغذية مروان الخالدي الى أن مادة الجذب معروفة بأنها غنية جداً في تركيبها وعناصرها المعدنية منها والحيوية من الفيتامينات والبروتينات والأملاح بأنواعها والسكريات الصحية الملائمة لجسم الإنسان، كما أن تناول الجذب يقوي الجسم ويجدد نشاطه وحيويته كما أنه يقوي الأسنان واللثة والبصر ويعالج بعض أمراض البطن والسمنة كما أنه طارد للكآبة ويروي الجسم ويطفئ العطش ويبرد على الأمعاء وغير ذلك.
ويستخدم جذب النخيل في العديد من طرق تناوله فبعضهم يستخدمه مع السلطات ويمكن أيضا إضافته إلى الشوربة والخضار وأنواع الرز المختلفة، كما يقوم البعض بخلطه مع الفواكه كعصير، كما يمكن شواؤه أو أكله طرياً.
وأكد أحد المستهلكين أنه تعود على شرائه منذ زمن فهو معروف عند أهالي الاحساء من قديم الزمان، وخاصة أن المحافظة تشتهر بكثرة نخيلها.