بعد صمود في السجن امتد 35 عاما ومواجهة طويلة مع الفصل العنصري وقيادة جنوب أفريقيا سلميا إلى الديمقراطية فان نصائحه تستأهل الاستماع إليها.
وفي عيد ميلاده الخامس والثمانين في 18 هذا الشهر يعتزم نيلسون مانديلا أن يهدي جزءا من حكمته لنحو ملياري مشاهد في مقابلة تلفزيونية خاصة.
وطوال ساعة على قناة ام. تي. في. الموسيقية الدولية يناقش رئيس جنوب أفريقيا السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام ثلاثة موضوعات قريبة إلى قلبه.. الإيدز والنضال من أجل الديمقراطية وتحقيق المصالحة.
منذ تنحيه في 1999 وتسليمه مقاليد الديمقراطية الوليدة لنائبه ثابو مبيكي ركز مانديلا على أمراض العالم. ويتصدر القائمة الإيدز الذي يفتك بسكان جنوب الصحراء الأفريقية حيث يحمل واحد من كل تسعة أشخاص في جنوب افريقيا فيروس اتش. اي. في. وحث مانديلا الشباب على مكافحة هذا الوباء.
في ديسمبر كانون الاول نقل مانديلا حملته ضد الإيدز إلى مشاهدين في مختلف أرجاء العالم في حفل موسيقي نظمته قناة ام. تي. في. كيب تاون.
ولم يتخل مانديلا تماما عن خطبه السياسية النارية التي جعلته العدو الاول لحكومات الفصل العنصري في الخمسينات والستينات والتي قضى بسببها 27 عاما في السجن.
عاد داعية السلام إلى الأضواء أكثر من مرة لتوبيخ الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير بسبب الحرب في العراق وما وصفه بتجاهل وحدة الامم المتحدة.
وباقتراب عيد ميلاده الخامس والثمانين لا تزال روح مانديلا القتالية حية متدفقة.
وفي مقابلات سجلت بهذه المناسبة جدد مانديلا هجومه على بوش وانتقد رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون لموقفهما من عملية السلام في الشرق الاوسط.
وعن مأساة أوغندي مصاب بفيروس الإيدز وفقد الأمل وناشط من أجل الديمقراطية في ميانمار /بورما سابقا/ وفلسطيني واسرائيلي فقدا كلاهما أفرادا من عائلتيهما في القتال بين الطرفين دعا مانديلا الى التمسك بالأمل.
قال مانديلا مشجعا مين زين الناشط من اجل الديمقراطية في ميانمار انه لا يجب أن يشعر باليأس من أنشطته السياسية لأنه يقوم بعمل طيب.
وعندما تحدث مانديلا الى جاي ليفي الذي فقد اخته في هجوم فلسطيني والى الفلسطينية جمانة عيسى العلي التي قتل جنود اسرائيليون أباها حث الطرفين على كبح جماح غضبهما من أجل تحقيق السلام.
وانتقد انتخاب شارون وحكومته اليمينية في وقت سابق من هذا العام وقال أنها سنة انتحارية ضد السلام.
وقال أن تهميش الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خطأ كبير ارتكبه رجل يشغل منصب رئيس الولايات المتحدة وليس رئيس فلسطين. ويقوم مانديلا بأنشطة قد ترهق شخصا يصغره بعشرات السنين.
عمله الخيري وأغلبه عن طريق مؤسسة نيلسون مانديلا يجعله مشغولا طوال الوقت في جمع التبرعات. كما تضطره مكانته الكبيرة إلى لقاءات مع مشاهير ابتداء من نجم كرة القدم البريطاني ديفيد بيكام إلى وزير خارجية فرنسا.
ولكن الحب الذي يحظى به رجل جنوب أفريقيا الكبير الذي يطلق عليه السكان اسم /ماديبا/ نسبة الى قبيلته دفعت مانديلا الى تخصيص مزيد من الوقت للشباب في الداخل والخارج.
قال بيل رودي رئيس أم. تي. في. لرويترز انه يأمل ان يصل حديث مانديلا الى نحو ملياري شاب وان تثير احاديثه التي أجراها مع شبان الوعي بالقضايا التي نوقشت.
قال سواء كنت تتفق مع آرائه أم لا فان النفوذ الأخلاقي الذي يتمتع به مانديلا ميزة أخرى تتردد بين مشاهدينا.