قال عضو بارز في لجنة الاستخبارات في البرلمان الكوري الجنوبي إن هناك علامات ومؤشرات تدل على أن كوريا الشمالية بصدد إجراء تجربة نووية رابعة لإطلاق صاروخ آخر من الصواريخ بعيدة المدى.
وصرح جو وان جين النائب عن حزب سينوري الحاكم في اجتماع عقده الحزب، بأن «الشمال الشيوعي يحاول نقل قضية إعدام جانغ- الرجل الثاني في كوريا الشمالية- من الشأن الداخلي وربطها بالقضايا السياسية الخارجية»، حسبما أفادت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء امس الثلاثاء.
ولم يقدم جو رئيس لجنة الاستخبارات في البرلمان التابعة للجمعية الوطنية أي تفاصيل أخرى عن الموضوع.
من جانبها قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إنه على الرغم من عدم وجود معلومات أو علامات مؤكدة عن أن كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة نووية جديدة أو إطلاق صاروخ بعيد المدى «إلا أنه لوحظت استعدادات وتدريبات مكثفة للجيش الكوري الشمالي منذ أوائل هذا الشهر».
يذكر أن كوريا الشمالية أجرت 3 تجارب نووية حتى الآن، كان أولها في عام 2006، والثانية في عام 2009، وكانت التجربة الثالثة في شهر فبراير من العام الماضي. واعتبرت يونهاب أن إعدام جانغ «دلالة على عدم استقرار البلاد وإثارة مخاوف بأنه من الممكن أن يصعد الشمال القضية من الشأن الداخلي إلى الخارجي لتعزيز الوحدة الداخلية».
وأوضحت الوكالة أن الرئيسة بارك كون هيه أصدرت أوامر للحكومة والجيش باتخاذ جميع الإجراءات والاحتياطات اللازمة لمجابهة أي «استفزاز» كوري شمالي محتمل. وقال وزير الدفاع الكوري كيم كوان جين امس الثلاثاء إن الأوضاع «غير المستقرة» في الشمال قد تدفع «المتشددين» لإطلاق استفزازات لإثبات ولائهم للحزب الحاكم هناك مطالبا بتشديد الإجراءات الأمنية للجيش.
وأضاف كيم خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو مع قادة الجيش، ان «هناك احتمالية بأن تبدأ كوريا الشمالية بتهديدات أو استفزازات عسكرية في الفترة ما بين أوائل يناير وأواخر مارس من العام القادم»، مضيفا ان «على الجيش الكوري الجنوبي أن يكون في أتم الاستعداد والرد بحزم وبقوة على أي نوع من الاستفزازات المحتملة من قبل الشمال».
وأشار إلى أن إعدام جانغ «قد يساعد في توحيد صفوف الجيش الكوري لفترة مؤقتة ولكن قد يفقد النظام في الشمال الدعم الشعبي تدريجيا بسبب الأعمال الوحشية التي يمارسها النظام الديكتاتوري».
واستطرد قائلا: إن تنفيذ حكم الإعدام في حق جانغ «بمثابة نقطة تحول رئيسية لكوريا الشمالية منذ الـ68 عاما الماضية... الحكم الديكتاتوري الإرهابي لن يستمر إلى فترة طويلة».
من ناحية ثانية حضر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون امس الثلاثاء مراسم في بيونغ يانغ لإحياء الذكرى السنوية الثانية لوفاة والده وصعوده إلى سدة الحكم خلفا له.
وأظهر التلفزيون الرسمي عددا من كبار مسؤولي الجيش والحزب والحكومة يشاركون في مراسم إحياء ذكرى وفاة كيم جونغ إيل عند ضريحه بالعاصمة.
وتأتي المراسم بعد إعدام جانغ سونغ تيك زوج عمة كيم جونغ أون على نحو غير متوقع الأسبوع الماضي. وكان جانغ يعتبر في الماضي حليفا قويا ومعلما للزعيم الشاب ، ولكنه أدين بالتخطيط لانقلاب.
وغابت عن المراسم كل من ري سول جو زوجة كيم، وعمته كيم كيونغ هوي زوجة جانغ.
ويبحث المحللون عن دلالات تشير إلى ما إذا كانت كيم كيونغ هوي ستحتفظ بنفوذها في الدوائر القريبة من السلطة بعد إعدام زوجها.
وقال معلق لدى وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية خلال بث حي للمراسم، إن ظهورها في مناسبة عامة امس الثلاثاء كان سيمثل «اعترافا علنيا بإعدام زوجها على يد ابن أخيها».
وقال محللون إن إعدام جانغ ربما كان محاولة من كيم لتعزيز قبضته على السلطة.