من الصفحات المهمة في اي جريدة او مجلة او اي دورية، هي الصفحة المفتوحة للقراء، اي الصفحة التي يكتب بها القراء. هذه الصفحة هي اهم مؤشر على اتجاه دراسة السوق لأي مطبوعة، وهي الدراسة التي ترجع لها المعلومات عن مدى انتشار المطبوعة بين جمهور القراء، وتعطي قياسا ضروريا يحدد توجه المطبوعة عن اي طبقة من الجمهور تلك التي تقرأ المطبوعة. لذا فأنا واحد من كثير من القراء الذين يهتمون جدا بقراءة هذا الباب في اي مطبوعة، فهو اولا منجم للعقول والآراء الحرة التي لاتربطها وشائج عملية او (ضرورية) مع المطبوعة ، ثم انها تنقل فكرة صادقة، او رأيا شاغلا، او قضية خاصة ومتغيرة.. وحرصي ايضا نابع من رغبة الحصول على معلومات متفرقة تعطيني اشرافا مطلا ماسحا لطبيعة اطياف مختلفة من التخصصات والاهتمامات.. لو لم يسمح وقتي وانا اطالع في مطبوعة على وزن التايم او النيوزويك او الهيرالد او الاهرام او الحياة، فاني لابد كالواجب المفروض ان أقرأ مليا بريد القراء. لذا على ادارة المطبوعة ان تدرك مدى اهمية هذه الصفحة وتعطيها القدر الحقيقي الذي تستحقه وهو قدر غال وثمين.. اذا هو يقع ضمن استراتيجيات المطبوعة عند وضع سياساتها التحريرية، ومن الخطل الكبير ان تكون ضمن المرونات التكتيكية او من تلك الصفحات التي يوجه لها مشرف ممن لا ترى الجريدة انه يصلح في مكان آخر، وكأن الصفحة خالية بلا عمل، او فارغة بلا مهام. لذا فان واضع السياسات التحريرية لابد ان يعنى، وهي عناية غاية في اللطف والدقة والاستشرافية، في اختيار الشخص المناسب ليشرف على صفحة القراء.