قـالتّْ: أحِـبُّكَ فانهالَ الهَوَى نَزِقــا
ولاحَ فـي الأفـقِ نَشْــواناً ومُؤتلِقـا
قالت: أحبكَ فانداحَـتْ على عَجَـلٍ
دَوَائِرُ الشـوقِ غَطَّى نَزْفُهـا الأفُقـا
قالـتْ: أحـبـكَ لـم تعْـرفْ بـأنَّ بِـهِ
هَـمّاً ثقيلاً من الحِــرمانِ ما اخْتُرِقا
هاذي (أحـبكَ) أحْيَتْ في جوانِحِهِ
ما مـاتَ من قَسْــوةِ الأيام مُخْتَـنِقـا
ســتـونَ عَــامَــاً تمُـرَّ الآن باعِـثةً
زَهْوَ الحياةِ كأنْ لم يَعْـرِفِ الأرَقـا
في قولِها السِّحْرُ.. يَروي كلَّ جارِحَةٍ
جَفَّـتْ مَنابِعُهـا.. والقلـبُ قـد خَفَقـا
وراوَدَتْهُ من الأحْـلامِ ما احْتَدَمَـتْ
به الجَوانِحُ.. شَـوْقاً غامِـراً غَـدِقـا
وهـامَ فـي عالمٍ أحْـلى يَحُـفُّ بِهِ
فَيْضٌ من الشَّوْقِ في أعْماقِهِ غَرِقا
واجْـتاحَـهُ أمَـلٌ يَمْحُـو مَـواجِعَهُ
كأنَّـهُ ما اشْــتَـكى يَوْماً ولا سُـحِقـا
ولا يُـعـاني مِنَ الهجْرانِ أسْــوَأَهُ
وجَـرَّعَـتْهُ عَـذاباتُ الهَـوَى حُـرَقا
ولـمْ يزلْ في لـذِيذِ الحُلْمِ يَغْمُـرُهُ
حـتى دَهَـتْهُ بقـــولٍ إذ بِـهِ صُـعِـقا
أحْلامُهُ الخُضْرُ، تذوي في مَنابِتِها
والـرِّيحُ تُقْصِي بَعِيداً حُلْمَـهُ النَّزِقـا
قالتْ: أحــبُّكَ.. إذْ ألقـاكَ مِثل أبي
أرَى الحَـنانَ ومِـنْ عَيْنيكَ مُنْطلِقا