تتجه أنظار عشاق السينما العالمية إلى مسرح كوداك في مدينة لوس انجلوس الأمريكية، حيث يقام حفل توزيع جوائز أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة والمعروفة بالأوسكار، يوم الثاني من مارس المقبل.
ويتصدر الفيلم الكوميدي "احتيال أمريكي" الذي يروي قصة محتالين أجبروا على العمل مع مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي في السبعينيات، وفيلم "الجاذبية" الذي يدور عن رحلة في الفضاء، قائمة ترشيحات الأوسكار بعشرة ترشيحات لكل واحد منهما، ويليهما مباشرة الفيلم التأريخي "12 عاما من العبودية" بالترشيح لتسع جوائز، وهو يحكي قصة حقيقية لرجل أسود حر يختطف ويباع كعبد في الولايات المتحدة، ونشر تجربته لاحقا في كتاب بالعنوان نفسه، وكان من الكتب التي لقيت رواجا كبيرا.
ورشح مخرج فيلم "الجاذبية" المكسيكي المولد الفونسو كوارون ومخرج فيلم "12 عاما من العبودية" البريطاني المولد ستيف مكوين كلاهما لجائزة أفضل إخراج.
كما رشحت تسعة أفلام لجائزة أحسن فيلم. والأفلام الأخرى المرشحة للجائزة هي "الكابتن فيليبس" و"نادي مشتري دالاس" و"هير" و"نبراسكا" و"ذئب وول ستريت" والفيلم البريطاني "فيلومينيا".
وترشيحات جائزة أفضل فيلم أجنبي، شهدت حضورا عربيا من خلال أفلام "عمر" من فلسطين. فيما توزعت باقي الترشيحات بين فيلم "انهيار الدائرة المكسورة" من بلجيكا و"الجمال العظيم" من ايطاليا. وفيلم "المطاردة" من الدنمارك وفيلم "الصورة المفقودة" من كمبوديا.
مستبعدونويعد عدم ترشيح توم هانكس عن ادائه في فيلم "كابتن فيليبس"، من أبرز عمليات الاستبعاد من الترشيح. ويحظى توم هانكس بقبول كبير في الاكاديمية ورشح خمس مرات من قبل وفاز بالجائزة عن فيلمي "فورست غمب" وفيلم "فيلادلفيا".
وكان استطلاع للرأي قد أظهر أن ثلثي الأمريكيين لم يشاهدوا بعد أيا من الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار لأحسن فيلم.
وقال الاستطلاع الذي جرى عبر الإنترنت: إن فيلم "كابتن فيليبس" الذي تدور احداثه حول القرصنة في الصومال، كان الأكثر مشاهدة بنسبة 15% من الذين شاركوا في الاستطلاع.
ومن المستبعدين أيضا النجم روبرت ردفورد الذي توقع كثيرون أن يرشح لجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "ضاع كل شيء". ولم يحصل ردفورد من قبل قط على جائزة تمثيل من اوسكار.
وذهبت ترشيحات جائزة أفضل ممثل إلى البريطاني المولد تشيوتل ايجيوفور عن فيلم "12 عاما من العبودية" وبروس ديرن في فيلم "نبراسكا" وليوناردو دي كابريو عن فيلم "ذئب وول ستريت" وماثيو مكونافي عن فيلم "نادي مشتري دالاس" وكريستيان بالي في فيلم "احتيال أمريكي".
ولم يفلح فيلم ديزني عن قصة ماري بوبنز وهو بعنوان "انقاذ السيد بانكس" في الحصول على الترشيح لجائزة أفضل فيلم، ولا جائزة أفضل ممثلة للبريطانية المولد ايما طومسون.
ورشحت آمي ادمز لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "احتيال أمريكي"، وأيضا كيت بلانشيت الاسترالية المولد عن دورها في فيلم "الياسمين الازرق"، وساندرا بولوك عند دورها في فيلم "الجاذبية"، وجودي دينتش البريطانية المولد عن دورها في فيلم "فيلومينا"، وميرل ستريب عن دورها في فيلم "اغسطس: مقاطعة اوساج". وهذا هو الترشيح الثامن عشر الذي تحظى به ميريل ستريب وفازت بثلاث جوائز من قبل.
الممثل الصومالي
وحصل كثيرون على أول ترشيح لأوسكار ومن بينهم ايجيوفور ومكونافي ومايكل فاسبندر ومكوين، والصومالي بركات عبدي وهو سائق سيارة أجرة قبل ان يظهر في فيلم "كابتن فيليبس"، وكان عبدي قبل ثلاث سنوات بعيدا عن عالم النجوم والسينما، وقضى الشاب الصومالي جل حياته بعيدا عن الصومال، ولد عام 1985 في مقديشو وغادر الصومال إلى اليمن وهو في السابعة من عمره برفقة عائلته؛ هربا من أعمال العنف، وفي 1999 سافر والداه إلى الولايات المتحدة ليستقرا في مدينة مينوسوتا بولاية مينيابوليس، حيث تعيش جالية صومالية كبيرة تضم نحو 14 ألف شخص.
وكان المهجر صعبا لبركات آنذاك، وهو في الرابعة عشرة من العمر فيقول: "إنها طبيعة الإنسان، فالناس لا يحبون ما هو مختلف، وحين قدم الصوماليون اعتبرهم بعض أفراد الجالية الأفريقية الأمريكية تهديدا لهم، لكن على غرار أغلب الأطفال الصوماليين لم نكن نشارك في الاشتباكات".
ويأمل عبدي في مواصلة المسار الذي بدأه في عالم السينما، رغم أنه أصبح ممثلا بمحض الصدفة.
