DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

شارع الملك خالد

الخبر «منهاتن العرب».. من منطقة تجمع الأمطار إلى مركز للتجارة الخليجية

شارع الملك خالد
شارع الملك خالد
أخبار متعلقة
 
تواصل "اليوم" مع قرائها الكرام تجسيد حياة الماضي، وتنثر عبق الزمن الجميل لتحط رحال ذاكرتها على ساحل الخليج العربي، وبالتحديد في مدينة الخبر،التي جمع عنها مؤلف كتاب (عيشة لوّل) الدكتور جاسم الأنصاري، العديد من الأحاديث والصور التي تحكي واقعها آنذاك. فالخبر عبارة عن مدينة ساحلية على ضفاف الخليج، تبعد عن الظهران "مركز إدارة شركة أرامكو بأقل من عشرة كيلو مترات، واستقر فيها عدد من القبائل النازحة، وذلك في العشرينيات واتخذوا من عين السيح ولنية مواقع لإقامتهم، وأنشأ النازحون مساكنهم التي تعرف بالبرستيات بالقرب من الساحل من سعف النخيل المنتشرة على الرمال الساحلية، يذكر أن اسم الخبر مشتق من "الخَبرة" وهي مواقع تجمع مياه الأمطار، أو مواقع انتشار شجر الأراك قرب الساحل.الإدارة:أنشئت في الخبر أول إمارة رسمية بين المدن الثلاث، في عام 1940م، وهي إمارة مقاطعة الظهران، وأنشئت بعدها بلدية الخبر، وكان لها فروع في الدمام والظهران، وتوجهت الأنظار إلى الخبر، وتحولت إلى العاصمة الإدارية؛ لتخدم المدن المجاورة وبخاصة الظهران. تحولت الإمارة من الخبر إلى الدمام، وتغير اسمها إلى إمارة المنطقة الشرقية، بعد انتقال الأمير سعود بن جلوي من الأحساء إلى الدمام، التي أصبحت عاصمة المنطقة الشرقية، وتحولت الخبر إلى مقاطعة لها أمير أو محافظ يعود في عمله إلى أمير المنطقة الشرقية.الفرضة:بُنيت في الخبر فرضة "رصيف بحري" سنة 1935م من الحجارة المترسبة في قاع البحر، وقام المواطنون ببنائها، حيث استخرجوا الحجارة من البحر، ثم نقلوها إلى موقع الفرضة، وبنوا الشريط الصخري المناسب لرسو اللنجات، واجتهد الناس في أداء العمل وتحملوا الأجواء الحارة الرطبة في الصيف والباردة في الشتاء؛ في سبيل كسب لقمة العيش، حيث كسوا أجسامهم بالأثواب البالية والأوزرة وغطوا رؤوسهم بالغتر؛ لتقيهم حرارة الشمس في النهار، وتحجرت وتجرحت أقدامهم من السير حفاة على الصخور المغطاة بالأصداف الحادة والملح، واستخدم البعض الدهن الحيواني"الودك"؛ لعلاج تشقق الأقدام أو كما يسمى بـ"المشق"؛ لوقاية أقدامهم، أما البعض الآخر فاستخدم الحناء لنفس الغرض.اجتهد الناس في أداء العمل وتحملوا الأجواء الحارة الرطبة في الصيف والباردة في الشتاء؛ في سبيل كسب لقمة العيشالتخطيط:يشير الدكتور جاسم الأنصاري، في كتابه عيشة لوّل، إلى أن شركة أرامكو أسهمت في التخطيط المبكر لمدينة الخبر الحديثة، وقامت ببناء وحدات سكنية لموظفيها باستخدام الفرش "الصخور البحرية"، وثم باستخدام الاسمنت والحديد المسلح ومواد البناء الحديثة الأخرى وعرف الحي بمدينة العمال. أما المخطط العمراني للخبر، فقد كان بسيطاً ومكوناً من مجموعة من الشوارع المتعامدة مواقع تجارية ومواقع سكنية، وسميت الخبر بـ «منهاتن الصغيرة» نسبة إلى حي منهاتن في وسط مدينة نيويورك الأمريكية، وكانت حدود الخبر القديمة محصورة بين شارع الأمير سعود "الملك سعود حالياً"، الذي يطل من ساحل الخليج من الشرق والشارع الأول من الشمال والشارع السادس من الجنوب، وتناثرت عليه محلات ومساكن باتجاه الغرب إلى حدود شارع الملك خالد حالياً، وانحصرت حدود  الخبر في الستينيات بشارع الملك عبدالعزيز غرباً وشارع الظهران "الملك عبدالله حالياً" جنوباً، وشارع ثمانية وعشرين "الأمير فيصل بن فهد" شمالاً، وشارع الأمير طلال والبحر شرقاً، وتعد المساحة المحصورة ضمن هذه الحدود صغيرة؛ إذا ما قورنت بالمساحة الحالية لمدينة الخبر التي شهدت نمواً كبيراً في مرافقها وأحيائها السكنية. استقرت عائلات كثيرة في موقع آخر جنوب الخبر، بالقرب من الساحل، عرف هذا الموقع بـ "صبيخة"،  كما استقر كثير من موظفي أرامكو في موقع جنوب غرب الخبر عرف بـ "الثقبة"؛ لوجود مواقع صخرية تكثر فيها الثقوب وينساب منها الماء.الشوارع والمراكز التجارية:يعد شارع الأمير سعود "الملك سعود حالياً"، أول شارع بالخبر، وكانت واجهته الشرقية قريبة من الساحل والغربية صحراوية وغير معبدة، وانحصر بين الشارع الأول والشارع السادس "حسب التسمية الحالية"، واعتُبر الشارع التجاري الرئيس في المدينة، وتناثرت على جانبي شارع الملك سعود المحلات التجارية لأوائل تجار الخبر في مختلف السلع، فقد وجدت متاجر لبيع الأرزاق ومحلات الملبوسات ومحلات أخرى للمعدات وقطع غيار السيارات والصرافة والعقار، وبيع الدراجات وأماكن للتصوير. وشيدت شوارع أخرى بعد شارع الملك سعود، وقد قام السادة صدقة وسراج كعكي بإنشاء كثير من المباني الحديثة عليها، تضم معارض تجارية وشققاً سكنية ومن أهمها: شارع الملك فيصل، وشارع الأمير محمد، ثم شارع الملك خالد، الذي أصبح بمنزلة أهم مركز تجاري في المدينة، بل في المنطقة الشرقية، وقد كان الشارع ذا مسارين إلا أنه تحول إلى مسار واحد في عام 1968م، واحتوت المعارض التجارية على مختلف السلع المستوردة من أمريكا وغيرها من الدول الغربية.المراكز الحرفية:أنشأ بعض النازحين معامل وورشا خدمية لماء البيذر وماء بطاريات السيارات، ومنجرة الأخشاب وعددا من الورش لإصلاح السيارات بمختلف أنواعها، ومحلات لخياطة الملابس الرجالية، وتوافر العديد من المواقع التجارية والمواقع التي تقدم الشاي والشيشة بين تقاطعات الشوارع، وعرفت بالمقاهي أو "القهاوي" حيث يجتمع أهل السوق والأحياء القريبة في هذه المقاهي ويتبادلون الحديث فيما بينهم، ويستمتعون برشف الشاي ونفخ دخان الشيش، وتردد كثير من سكان الخبر على قهوة العزوني الواقعة في أحد أطراف الفرضة.التعليم: ويذكر الأنصاري أن شركة أرامكو افتتحت أول مدرسة لها في الخبر، وذلك في عام 1940م، في منزل مستأجر من أحد ساكني مدينة الخبر، ويتميز هذا المبنى بكثرة نوافذه ومزاريبه التقليدية، وقد كان الدوام في المساء، وافتتحت الحكومة مدرسة الخبر الابتدائية الأولى، وقدمت حوافز لتشجيع الطلاب على التعليم، كان خريجو الابتدائية يكملون تعليمهم الثانوي في الأحساء، وصرفت الدولة إعانة مالية لهم؛ لتغطية مصاريف السفر، وقد افتتحت أول مدرسة مسائية خاصة للكبار في الخبر في الخمسينيات وسميت معهد الثقافة العربي.