DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أخيرا.. حقق الموت ما عجزت عنه الحياة نعشان منفصلان !!

أخيرا.. حقق الموت ما عجزت عنه الحياة نعشان منفصلان !!

أخيرا.. حقق الموت ما عجزت عنه الحياة نعشان منفصلان !!
أخيرا.. حقق الموت ما عجزت عنه الحياة نعشان منفصلان !!
يولد جميع الناس ..أبرياء، يحلمون بالفرح، وبأقواس قزح، وبمزيج غريب يحمل كل التناقض البشري. لا طيبون على الإطلاق، ولا شياطين بالإجمال.. إنما طيبة ممزوجة ببعض "الشقاوة" أو شقاوة لا تخلو من طيبة في القلب والعقل.. يولد الناس مفعمين بالوجدان.. وبأحاسيس لا تقف أمام لغةٍ ما.. جنسية ما.. لونٍ ما.. كل اللهجات تبكي ولا تحتاج إلى من يترجم آهاتها، كل العيون تدمع حتى لو لم ترَ ، كل القلوب تعرف طعم الحزن أو برعم الفرحة وان اختلفت دقاتها. **** 50 ساعة حبست أنفاس العالم.. في مشهد درامي يحمل سيناريوهات "الرعب" الذي حسمته 90 دقيقة فقط، هي الفاصل بين روحٍ صعدت إلى بارئها وأخرى لم نكن ندري أنها هي الأخرى تتهيأ للصعود، وحين خرجت الإذاعات تحمل نبأ انتكاسة تحقيق ما عجزت عنه الحياة، كان الموت بديلا حتميا وكفيلا لأن يرى الحلم النورَ الأبدي، ولكن هذه المرة في قبرين متجاورين ، يعيدان لـ "التوأمة" التصاقها الذي حاول الإنسان تبديله. 50 ساعة .. كانت كافية لأن يعلن الأطباء مصرع لادان ولاله قبل أن ترى إحداهما وجه شقيقتها دونما حاجة لمرآة تعكس الظل، أو تكسب الاستدارة نصفا آخر للقمر الذي ما زال ماثلا دون أن يدري أنه يرسل تلويحة الوداع الأخير لتجربة وقفنا أمامها مشدوهين من حجم القرار.. الذي لم يكن سوى مأساة! هل هناك من يذهب إلى ما يشبه الانتحار طواعية؟ ربما، ولكن لأن الرغبة في الحياة تعادل أحيانا حب الموت، لم يجرأ أحد على إيقاف النزق الحارق في الحصول على انتصار طبي يخلد شهرة تسطع على دماء وريد عجز أطباء مستشفى رافيلز بسنغافورة عن إيقافه.. ليخرجوا بعدها مطأطئي الرؤوس .. نجحَ العلمُ الذي حشدوا كل الكاميرات وآلاف الدولارات والعدسات بينما ماتت الحياة .. كل تلك الأضواء لم تكن سوى جسر للذهاب إلى "الآخرة" باختصار .. تذكرة وداع للحياة التي ربما ثار "الوريد" رافضا احتمالية استبداله بأنبوب صناعي فنزفت "لادان" ما يكفي لأن تزهق روحها على الفور، بينما انتظرت "لاله" 90 دقيقة لاستكمال مسيرة الدم الذي خضب حلمهما القديم .. وكما قالت صديقة "لقد تعبتا من الحياة ملتصقتين.. الآن تحققت أغلى أمنياتهما .. ماتتا منفصلتين"! **** كان منظرا لافتا للأنظار.. تداولته الصحافة العالمية وطيرته وكالات الأنباء على عجل .. نفس الصحافة التي توجهت إليها التوأم بابتسامة ملؤها الحياة كلها قبل شهر.. "توأم" غادر إيران تمشيان يضمهما رأس .. كان غريبا أن يموت الحلم ليعودا إلى نفس المطار.. جثتان كلا في نعش منفصل، ودموع سابقت انتزاع روحين حاولتا فقط مجرد رؤية وجهٍ دون حاجة لمرآة عاكسة.. طقس من طقوس الحياة العادية.. أمنية للوادعين ورغبة البسطاء الذين انجرفوا وراء معزوفة العلم وقدرة الأطباء على اختراق المستحيل .. يا إلهي .. ما أبسط الحلم.. وما أغلى الثمن؟

أخبار متعلقة