DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تواصي

تواصي

تواصي
تواصي
من المؤسف أن بعض البرامج واللجان ذات الجدوى والعمل الجاد لا تأخذ نصيبها من البروز رغم أهميتها ودورها النشط، وما ذلك إلا لانشغال القائمين عليها بالبرامج التي ينفذونها والتي تتحقق من خلالها الأهداف التي وضعوها نصب أعينهم. في الأسابيع القليلة الماضية تعرفت على لجنة تواصي، وهي لجنة اقترحها وأمر بإنشائها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (رحمه الله) هدفها استصلاح كل من زلت بهم القدم أو تكرر خطأه من السجناء لتعينه على نفسه وتساعده ليغدو عضواً فاعلاً في المجتمع. هذه اللجنة صدر الأمر بها في عام ١٣٩٩. وبدأ تنفيذها بجهد محدود جداً لا يتجاوز النصح الشفوي فإن لم يرتدع زيدت عقوبته! غير أن ذلك التنفيذ لم يكن هو الهدف الذي انشئت من أجله اللجنة  التي فتحت أبوابها وقلوب القائمين عليها لكل مخطئ في حق نفسه وفي حق أهله ومجتمعه مهما كانت الأسباب التي كانت وراء انحرافه عن جادة الصواب. ولكن هذه اللجنة وجدت من يقودها إلى مرحلة أخرىإن أقل ما يقال عن هذه اللجنة انها تسهم في صناعة الحياة لمن أفسدوها بأخطائهم إحيائية منذ ما لا يزيد عن خمس سنوات وهو الشيخ عبلان الدوسري، رئيس المحكمة الجزائية، الذي وجد أن هذه اللجنة بفكرتها الرئيسة التي أرادها الأمير نايف (رحمه الله) تحقق له تطلعاته كإنسان يميل إلى تحقيق الوصايا الدينية الكثيرة بالتراحم والتواصي وتخفيف الأعباء عن الآخرين والأخذ بأيديهم إلى حيث النور والضياء الذي ينبثق من أمل جديد، وحياة جديدة ومختلفة، وتحقق بالتالي مجتمعاً معافى من كثير من الأدواء التي استهلكت أبناءه حين عوملوا كمجرمين فقط ولم ينظر إليهم كضحايا لظرف ما أو ضعف قادهم إلى السقوط في الهاوية، أو اضطراب في المفاهيم ناتج عن أزمات نفسية؛ ولهذا عاودت تلك اللجنة نشاطها بشكل أكثر فاعلية للصغار والكبار لتنتشلهم من القاع إلى حيث الحياة الكريمة الواعية؛ وذلك تنفيذاً للأوامر الالهية والنبوية التي تدعو للتواصي بكل خير انطلاقاً من قوله تعالى  (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) وللحق في هذه الآية الكريمة معانٍ شتى ومنها: إقالة العثرات وسد الثغرات، وتفريج الكرب، والتعاضد الأخوي، وحسن الاتصال برب العالمين، والاستصلاح بكل يحتمله الإصلاح من صور كثيرة. إن اطلاعي على ما تقدمه هذه اللجنة ليس من خلال الورق فقط بل من خلال بعض القصص التي تابعتها عن قرب، فأحدهم كاد يفقد وظيفته لأنه خرج عن دائرة الصواب في قضية ما فوجد تفاعلا مدهشاً من اللجنة التي أبعدت عنه شبح فقد الوظيفة، وهو الأمر الذي ربما كان سيزيد الطين بلة! ولكن هذا لم يحدث لأن أحد شعارات اللجنة (لا لفقد الوظيفة) وغير ذلك كثير من القضايا الأخلاقية والجرائم والمخدرات. فإذا ارتبط أحدهم ببرنامج تواصي داخل السجن أو خارجه تهيأت له الجلسات التوعوية في الدين والنفس والتطويرية للقدرات التي تعينه على الإنطلاق من جديد في الحياة بشكل فاعل. إن الخطة التي تنفذها اللجنة تتضمن العديد من النقاط التي تدعم توجهها الإصلاحي ومنها ايجاد شراكات مختلفة مع الجهات الرسمية ذات الصلة مثل: القضاء، ووزارة التربية والتعليم، والصحة، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وإدارة مكافحة المخدرات، وبعض الجهات الخاصة كمكاتب المحاماة بهدف تغيير مسار كل مخطئ حتى يصل الأمر إلى إلغاء السوابق لمن ظهرت عليه علامات الصلاح والثبات على الحق الذي يريده الله جل وعلا لكل إنسان في نفسه وفي غيره. إن أقل ما يقال عن هذه اللجنة انها تسهم في صناعة الحياة لمن أفسدوها بأخطائهم.