DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

العين والنظرة

العين والنظرة

العين والنظرة
العين والنظرة
عيناك حاسة تكتشف بها العالم، تتواصل معه بكل ما فيه الجماد والأحياء، الجميل والقبيح. وبها يتعرف إليك الناس ما بين إغضاءة وانتباهة، بعضهم يقرأون أحوالك في كل حالاتك؛ الإعياء والنشاط، الفرح، والحزن. وهناك عيون تأمر وتنهى، وأخرى تتصيد بقصد أو بدونه. وللعيون سهام ورسائل فترسل حبا وترسل سخطاً. وفي العيون كتب الشعراء ما لا تحويه عشرات الدواوين. كتبوا في سحرها الخفي وتغنوا بجمالها، وأعيتهم سهامها الطائشة التي تصرع من تصيبه.ما يراه غيرك في عينك لا تراه أنت بل ولا تشعر به ولا تحسن قراءته في حين أنه مقروء من قبل آخرينوللعين باللثام والبرقع خصوصية ساحرة فاقت قدرة الشعراء على الوصف. وإذا كانت المرأة بكل مواطن الجمال هي مادة الغزل؛ فإن العيون منها هي مادة أخرى أكثر غنى بالدلالات فخصوها بكثير من أجمل ما يقال في الجمال. ومن يقلب دواوين الشعراء الفصيح منها والعامي يعجب من حالهم معها، وإذا كانت بعض الأبيات الجميلة في العيون قد نالت من الشهرة ما نالت فهناك ما هو أجمل منها، وأعجب أنه لم ينل حظه من الشهرة والانتشار. وغني عن القول ان قول الشاعر: إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لا يحيين قتلانا يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا هو أكثرها انتشارا رغم أنه يركز على جانب واحد من الجمال وهو الحور. وأرى أن الأبيات التي تشير إلى أثر نظرة العين بشكل عام أكثر جمالا،ً ففيها يكمن السر الذي يحاول كثير من الناس  البحث عنه وتفكيك ألغازه،  فهي تصيب من حيث يدري المرء ولا يدري! فالشاعر الذي يقول: ما كنت أعلم لولا لحظ مقلتها أن الحِمام غرير الطرف مكحول قد أجاد وأبدع حين جعل (الحمام) وهو الموت -الذي سيصيبه أو كاد -جميلاً  بجمال خط الكحل على  أجفانها والآخر الذي قال: أفاتكة الألحاظ ناسكة الهوى ورعت ولكن لحظ عينك خاطئ والجميل في هذا المعنى هو ذلك الفصل بين العيون وفعلها، وصاحبة العيون! فقد تتنسك الثانية في حين تخطئ الأولى بما تبعثه من إيحاءات غير مقصودة لمن ينظر إلى جمالها. والحقيقة أن هذا قريب جداً من الواقع فما يراه غيرك في عينك لا تراه أنت بل ولا تشعر به ولا تحسن قراءته في حين أنه مقروء من قبل آخرين! قد يخطئون نعم؛ غير أن ما قرأوه يناسب هوى النفس فقط وهو شيء لا يصح القياس به وصاحب العين منه براء. عيناك نازلها القلوب فكلها إما جريح أو مصاب المقتل من هنا يدعي بعضهم أنهم يفهمون المرأة من نظرة عين فيعتقدون أنها ترسل لهم رسائل خاصة فينشغلون بتلك الرسالة ويحللونها كما يريدون ومنها قد يلحق السوء بالمرأة وهي لا تدري ما ذنبها، ولهذا تتعرض المبرقعة والملثمة والمنتقبة للغزل والإيذاء أكثر من غيرها؛ لأن كل ذلك يساعد على التركيز على العينين وهما ضمن إطار خاص يستدعي سرعة الإصابة والفتنة ما هقيت إن البراقع يفتنني لين شفت ظبا النفوذ مبرقعات ... من نظرني بس أهوجس به وأوني ما تركني هاجسي لو بالصلاة إنها النظرة وليس لجمال أو قبح رسم العين شأن في ذلك لا في حجمها ولا لونها ولهذا احتارت وحيرت وشغلت وأشغلت، فلم يعرف الناظر والمنظور سراً يشاع وظل الشعراء يحاولون ويحاولون حتى وصل الأمر إلى حدود أن توهموا أنها تحدد الطريق للقلوب، وتغير من عادات الأشخاص وتبدل قناعاتهم واتجاهاتهم وقدراتهم. ولا يملكون أمامها إلا الخضوع والاستسلام في حرب خاسرة ولهذا قالوا: وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ولكن من يبصر جفونك يعشق وقال آخر : لا تحارب بناظريك فؤادي فضعيفان يغلبان قويا