شرفت يوم أمس، بموافقة الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، على تكليفي بالإشراف على القسم النسوي للجنة (تواصي)، وهو قسم عملت اللجنة على إنشائه حديثاً، باقتراح من سمو الأمير مؤخراً، بعد أن اطلع على نتائج ما قدمته اللجنة بقسمها الرجالي، وهي بالفعل نتائج مذهلة لا تملك أمامها إلا أن تقول إن هذه اللجنة تعمل على صناعة الحياة من جديد لكل من فقد القدرة على التعامل معها بالشكل السليم، من السجناء أو ممن وقعوا في المحظور بجهل منهم، أو بقصد غير واع؛ نتيجة لظروف نفسية واجتماعية مختلفة.
يتجلى جمال هذا العمل الإنساني في أنه لا يتوقف في خدماته عند أبناء الوطن فقط؛ بل هو مفتوح للجميع، المواطن والمقيم وعابر السبيل ومع ذلك الجهد الذي تابعته عن كثب خلال الأشهر القليلة الماضية، حين طرحت الفكرة علي من قبل الشيخ عبلان الدوسري رئيس اللجنة. كنت وما زلت أسأل الله أن يتقبل كل نجاح لهذه اللجنة في ميزان حسنات المغفور له -بإذن الله- الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، فقد كانت فكرته التي أراد لها أن تحقق بناء الإنسان وانقاذه من شر النفس، وشر كل زلة قد ترمي بالمرء إلى هوة سحيقة.
ولعل الحالات التي اطلعت عليها، وهي كثيرة ومختلفة في أسبابها ونتائجها، التي انتهت ببعضهم إلى السجن، وببعضهم إلى الجانب الأسود المتشائم من الحياة بكل ما فيها، ثم احتضنتهم (تواصي) بكل ما لدى رجالها من حكمة وقوة ورحمة، فتبدلت أحوالهم بطريقة سلسة وهادئة من منتهى السوء إلى منتهى الخير.
ويتجلى جمال هذا العمل الإنساني في أنه لا يتوقف في خدماته عند أبناء الوطن فقط؛ بل هو مفتوح للجميع؛ المواطن والمقيم وعابر السبيل الذي يأتي مؤقتاً لسبب ما، ثم يحدث ما لم يكن في الحسبان.
ومما استوقفني في ذلك، حكاية طبيب من الصين، جاء لفترة قصيرة فوقع في الخطأ؛ لجهله بالأنظمة، ومن حق الدولة أن تعامله بما يستحقه من عقاب، وهذا ما حدث ولكن (تواصي) استطاعت بفضل من الله أن تحول الضرر إلى نفع عظيم، فكانت النتيجة أنه خرج من هنا مسلماً، يتعجب من تلك الأفكار التي تبناها سابقاً عن الإسلام؛ بسبب النظرة القاصرة عن الدين الإسلامي، وعن الإنسان السعودي.
لقد دخل إلى البلاد وهو لا ينتمي لأي دين وخرج منها بكنز ثمين، سينير له ما تبقى من حياته، ولربما صار بدوره مناراً لغيره من بني جلدته.
إن (تواصي) وإن كانت تعمل في جانب محدد، إلا أنها لا تدخر وسعاً لتحقيق المعاني السامية التي نزلت بها رسالات الأنبياء في إصلاح النفوس. والتعاضد مع الآخرين. ما زالت رسالة ذاك الرجل الغريب- الذي رحل إلى بلاده بروح جديدة في هاتفي أقرأها من حين لآخر، وهو يردد فيها شكره وامتنانه ومما قاله: «لقد كنت في حالة يأس كبيرة، واضطررت لاستعمال أدوية مضادة للاكتئاب؛ لأبقى على قيد الحياة، وفجأة ظهر عبلان في حياتي كالملاك المنقذ، فهو لم ينقذ حياتي وحياة عائلتي فقط، ولم يحل المشكلة فقط، بل اظهر لي الجانب المشرق لدولتكم والإسلام، وجعلني أغير انطباعي تجاه السعودية والإسلام» هذا بعض ما أرسله ذلك العابر - وأعدكم بعرض الرسالة كاملة في مقال آخر- ولكن رب ضارة نافعة، فقد ترتب على تلك الأحداث خير عظيم.
وعندما حضر الطبيب الصيني إحدى اثنينيات سمو أمير المنطقة، قال: «لقد رأيت في هذا المجلس ما لم أتوقعه، من تقارب بين المسؤول والمواطن، وكل ذلك الاهتمام والرعاية بي رغم كوني غريبا مخطئا».
هل لكم أعزائي القراء أن تتصورا جمال وعظمة ما حدث، وأن كل ذلك ما كان ليحدث لولا الاستنارة بكثير من آيات الذكر الحكيم، التي تدعو للتواصي بالرحمة والبناء.
والتي تنطلق منها لجنة ( تواصي ) قولاً وعملاً. أسأل الله أن يعين الجميع على الخير، وها هي دعوة مفتوحة من تواصي بفرعها النسوي؛ للتواصل معي عبر البريد الاليكتروني؛ من أجل كل فتاة تاهت خطاها فهي معنا في مأمن -بإذن الله- وسيكون أمرها هو سرنا الخاص الذي نتعهده بالحفظ.