أقبل رمضان وأقبلت معه اسطوانة "مكروفونات المساجد" ورفع الصوت، وطيلة 11 شهراً لم يتحدث هؤلاء عن الصوت الصاخب للحفلات الشعبية والمجسات الحجازية ولا صوت وصخب "محرجي الخردة" وشريطية السيارات !!
أقبل رمضان لتشتد المنازعات حول موعد إقامة الصلوات وأزمة الأئمة والمؤذنين.
أقبل رمضان وأقبل معه الصرف والبذخ وشراء ما نحاتجه، وما يمكن أن نحتاجه، وما نعتقد أننا بحاجته، واستبشرت القطط خيراً، وضاق عمال النظافة بما يجمعون.
أقبل رمضان ومازال العمل جارياً على قدم وساق لانهاء كافة المسلسلات والمسابقات الفارغة والفوازير التافهة "والكامرا الخفية" واصحاب القنوات يحسبون الدقيقة والثانية فى الفواصل، ومن يدفع الاكثر وصنفوها على الفترة الماسية والذهبية والفضية، ومن يحظَى بالوقت المناسب وتجار الجملة يعولون على الاعلان وما يمكن أن يزيد من مبيعاتهم ويروج لسلعهم.
أقبل رمضان شهر تغيير النفوس والتسامح، ليصبح شهر تغيير الاثاث والمفارش والديكور، وتبدأ النداءات السنوية بالاعتناء بالمساجد واجهزة التكييف والاثاث. لينتهى الشهر الفضيل والحال على ما هو عليه وأردى!!
أقبل رمضان وفيه يطيب السمر، والدوران فى الشوارع وعلى الشواطئ وازدحام الاسواق، وتنتعش الديوانيات والمقاهي.
متى نرتقى بسلوكنا ونطبق الحكمة من الصوم والهدف من الشهر الفضيل، ونترك هذه السلبيات والسلوك غير المتوافق معه، رمضان شهر العبادة شهر القرآن والخير والطاعة والعودة الى الله، واستغلال كل دقيقة وثانية لادراك محاسنه العظيمة، فمتى نطبق ذلك ونتمتع وإياكم بحلاوة الصيام والطاعة. والله المستعان.
