DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أقدار وأرزاق

أقدار وأرزاق

أقدار وأرزاق
أقدار وأرزاق
«هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور»، يقول ابن كثير في تفسيره: (أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها، وترددوا في أقاليمها وأرجائها، في أنواع المكاسب والتجارات، واعلموا أن سعيكم لا يجدي شيئاً إلا أن ييسره الله لكم، فالسعي في السبب لا ينافي التوكل)، والرزق لا يحصر في المأكل والمشرب فقط؛ فالعلم رزق بحد ذاته، ووسيلة من وسائل كسب الرزق المادي فيما بعد. ولم ينل العلماء في سالف الأزمان مكانتهم ولم يصنفوا مؤلفاتهم التي ملأت المكتبات؛ إلا بالترحال والسفر، رغم ما كان فيه من العناء قديماً. وقد كان ذلك من قبيل (الابتعاث الذاتي)، الذي كان واحداً من أهدافهم التي يسعون إليها؛ ليحققوا التواصل مع العلماء في كل مكان، وليغرفوا من علومهم. ناهيك عن فوائد السفر الأخرى.للدولة أهدافها أيضاً؛ للانفتاح على الآخر، وتلاقح الثقافات والأفكار، وبالتالي تنوع المصادر المعرفية والعلمية واختلاف المدارس الفكرية، التي ينهل منها الطلابولو لم يكن السفر واحداً من حاجات الإنسان؛ لما حظي بذلك الاهتمام التشريعي لتنظيم العبادات أثناء السفر في القرآن والسنة. أنا وأنتم على يقين بأن الذين يقودون الحملة -غير المنطقية في تفاصيلها- ضد الابتعاث، لا يغيب عنهم ذلك، ولكنهم ماضون في غيهم؛ لأن موقفهم ضد الابتعاث هو وسيلة يرون أنها قد توصلهم إلى أهدافهم الأخرى، وهي أكبر من الابتعاث؛ ولهذا راحوا يستغلون كل حدث في الإساءة لبرنامج الابتعاث وإلى الطلبة والطالبات، في كل حين، وفق ما يتأتى لهم مما يصطنعون أو من أحداث واقعة فيستغلونها بشكل قبيح، وكان آخرها وفاة ناهد المانع، أسأل الله لها الرحمة والمغفرة، ولأهلها عظيم الأجر، فقد فقدوها في حادثة إجرامية بشعة. ولكن من منا يعلم لماذا اختار الله لها هذه الميتة. إن ما يظهر لنا في حدود ما يمكن أن نحكم به يجعلنا نقول إن الله أراد بها ولها خيراً كثيراً، وأول ما نستبشر به تلك الدعوات التي رفعها جموع الناس إلى الله طلباً لها بالرحمة والمغفرة، ومن ثم ذاك التشييع المهيب وحضور الأعداد الغفيرة؛ للصلاة عليها ودفنها كما يليق بشهيدة علم (من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع)، وما حدث لناهد يصدق عليه قوله تعالى: «وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير»، وضع تحت الكلمات الأربع الأخيرة ثلاثة خطوط؛ لتعطي مهلة لنفسك؛ كي تتفكر وتدرك كم أنت جاهل، لأنك لا تعلم ولا تخبر كيف ومتى ولماذا تأتي نهاية المرء بصورة دون أخرى، مهما كانت قاسية على من عرفه ومن لم يعرفه.  إنها الأقدار التي كتبها الله لخلقه، وجعل لكل قدر منها أسباباً، فيمشي الناس إليها، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة» فأين أولئك المرجفون الذين يتكلمون باسم الدين، فيأخذون ببعض ويصدون عن بعض، أينهم من قول الله وقول الرسول، حين يربطون القدر بالابتعاث وحده؟!! أو ببعض تفاصيله، مثل قولهم إنها اجبرت عليه. والحقيقة أن الأمر مرهون باختيار الطلاب من جانب، وإن كان اجبارياً في طبيعته من جانب آخر لطلبة الدراسات العليا الذين يبتعثون حتى للداخل، وقد عايشت موقفاً لبعض الزميلات اللاتي كن في مفترق طرق بين اكمال برنامج الدراسات العليا أو التوقف عن الدراسة والاكتفاء بالوظيفة، وهذا يعني أن تفقد المسمى الوظيفي الذي يؤهلها لمتابعة الدراسة إلى أي مسمى آخر كمعلمة في التعليم العام، أو أي عمل إداري، وهذا ما يحدث حتى مع من لا تنوي السفر أصلاً. وللناس أهدافها وطاقاتها. تريدين إدراك المعالي رخيصة ولا بد دون الشهد من إبر النحل وللدولة أهدافها أيضاً؛ للانفتاح على الآخر، وتلاقح الثقافات والأفكار، وبالتالي تنوع المصادر المعرفية والعلمية، واختلاف المدارس الفكرية التي ينهل منها الطلاب علومهم. وأذكر أن زميلاتي أزعجهن الأمر في بدايته، رغم أنهم لن يبتعدن أكثر من مسافة ٤٠٠ كم، حيث جامعة الملك سعود في الرياض ولكنهن حين عدن كانت مغانمهن كثيرة. مشيناها خطى كتبت علينا  ومن كتبت عليه خطى مشاها وأرزاق  لنا  متفرقات فمن  لم  تأته  منا  أتاها ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها