(إنهم يضعون الزهور الندية على صفائح الزبالة)، قبل النقل الفضائي وانتشار أطباق القنوات على المنازل وتزاحم الفضاء بها، كانوا يقولون: إنه الغزو الخارجي لديننا وقيمنا ومبادئنا قادم لا محالة، إنها الحرب غير المعلنة في كل منزل وبيت. واليوم اتضح أنه ليس غزوا خارجيا فقط، ومع شديد الأسف من قنوات يديرها البعض، قبل أيام خرجت العجوز الشمطاء؛ لتقول في قناة محسوبة علينا: يجب أن يختلط الشباب بالفتيات في المولات والكافيهات؛ لكي نقضي على العنوسة.. وكثير من هذه الرسائل هي جرعات لكل مراهق ومراهقة؛ حتى يستوعبوا الأمر وترسخ في أذهانهم.
الدول الأوروبية وعت من وقت بعيد خطر وأهمية التلفاز، فخصصت قنوات للبرامج العلمية والأسرية والاجتماعية، وقنوات للأطفال، وقبل أي برنامج أو مسلسل تحذر وتحدد أعمار ومستويات الموجهة لهم، ومَنْ المفترض أن يعرض عليهم، وشفرت قنوات وحددت الأشخاص الموجهة لهم.
وقبل البث طلبت تأجيل البث المباشر سنتين؛ حتى يتأتى لكل دولة من دولها أن ترتب أوضاعها الاجتماعية، وأن تعد العدة.. ماذا تستقبل وماذا تترك؟
فرنسا نظمت قوانين؛ حتى لا يسيطر عليها البث الأمريكي والبريطاني؛ لأنها تعتز بلغتها وثقافتها الفرنسية، تريد أن يكون الفن الفرنسي والأفلام الفرنسية هي المسيطرة. واخوتنا "أثابهم الله" يحذرون منها على المنابر، وفي المساء يكون ضيف السهرة على القناة، ويمتدح الأسلوب والمنهج، ويؤكد أن أبناءه يتابعون بشغف قناتهم الموقرة.. والله المستعان.