من الصعب أن نصدق أن معظم التكنولوجيا التي يفترض تواجدها دائماً تعتبر مجرد جيل أو نحو ذلك من العمر. معظمنا يحمل القوة المحوسبة في جيوبنا أو حقائب اليد بشكل أكبر مما كان موجوداً في مكتب متطور أو مصنع كان قائماً في عهد ريغان، عندما استخدم نظام التشغيل مايكروسوفت (MS-DOS) أول مرة.
ومع ذلك، مع تغير الأجيال يأتي تحدي الأجيال: مواليد فترة طفرة المواليد بعد الحرب العالمية الثانية، التي جلبت لنا ثورة الحاسوب، وتطوير المنتجات والبرامج التي نعتمد عليها الآن فصاعداً، آخذة بالتقاعد.
لكن العديد من الشركات لا تزال تستخدم مثل هذه البرامج المكتوبة بلغات البرمجيات القديمة مثل كوبول وفورتران التي كانت تعتبر «متطورة» قبل 50 عاماً. في الواقع، لقد ذكر عالم الكمبيوتر للنشر والتجارة أن أكثر من نصف الشركات التي شملها المسح لا تزال تطور برامج كوبول جديدة.
المشكلة هي أنه، ما يقدر بنحو ثلث إلى نصف جميع مبرمجي كوبول وفورتران هم ممن لا تقل أعمارهم الآن عن 50 سنة، وأن جيل اليوم من مطوري البرمجيات يقومون باستخدام لغات برمجية حديثة، وهو ما يخلق فجوة في المهارات للعديد من الأعمال.
بطبيعة الحال، الشركات الذكية لديها خطط للتوظيف وللخلافة. ما لم يكن لديهم هو الوصول إلى إمدادات كافية من العمال من ذوي الخبرة التقنية التي يحتاجون إليها.
وهذه هي المشكلة. تكنولوجيا الكمبيوتر تلعب دوراً حاسماً في كل شركة وصناعة وفي كل نشاط تقريباً، ابتداء من المرتبات والإنتاج وإدارة سلسلة التوريد إلى التصميم وتطوير المنتجات. أضف إلى ذلك الحجم المتزايد بصورة كبيرة للرموز البرمجية والمتطلبات التقنية المتزايدة والطلب المتزايد على تقنيات مصممة خصيصا لتطبيقات محددة والطرق التي تزداد تعقيدا في اختيار الرمز المستخدم، وستدرك الحال الذي أصبحت عليه مواهب البرمجيات بصورة حاسمة.
ومن الصعب أيضاً الحصول على مواهب البرمجيات. في عام 2012، على سبيل المثال، أفاد مكتب إحصاءات العمل أن الطلب على مهندسي البرمجيات في الولايات المتحدة فاق العرض بحوالي 35 ألف وظيفة. الفجوة بين العرض والطلب على مواهب البرمجيات لا تزداد إلا توسعاً. «من المتوقع أن ينمو الطلب بأكثر من 20 في المائة سنوياً حتى عام 2022، بزيادة ستة أضعاف»، وفقا لتقرير جديد لمجموعة بوسطن للاستشارات بعنوان «حروب البرمجيات».
الارتفاع السريع على الطلب هو أحد المشاكل فقط. من وجهة نظر الإدارة، تعتبر المسألة أكثر تعقيداً، لأن البرمجيات، مثل معظم الأشياء الأخرى، أصبحت عالماً متخصصاً، مع تلويح أكبر أوجه قصور في الأفق في مجالات أمن الحاسوب وتطبيقات المؤسسات وشبكات النظم والتخزين.
ويعرض المجال الأمني تحدياً شاقاً بشكل خاص، حيث تعلمت كل من إي باي وشركة Target وغيرهم ذلك هذا العام الماضي، مع توفر 200 ألف وظيفة في أمن البرمجيات شاغرة حاليا في الولايات المتحدة.
تلبية احتياجات أمريكا من مواهب البرمجيات سيتطلب جهداً واسع النطاق، يضم كلاً من غرف مجلس الإدارة وغرف الفصول الدراسية. ويقترح التقرير على المدى القريب، أن أفضل رهان للشركات هو الاستفادة القصوى من المواهب الموجودة من خلال التدريب وإعادة التدريب، وتوفير مسارات وظيفية جذابة لمواهب البرامج.
على المدى الطويل، تشمل الخيارات استخدام المواهب كطرف ثالث؛ والتعاون مع الجامعات المحلية حيثما أمكن، لإنشاء جدول يرفد الشركات بالمواهب؛ وبناء «مؤسسات البرمجيات المحلية» في مراكز التكنولوجيا المعمول بها. متارج وول مارت ستورز، على سبيل المثال، فتحت مكتبين للتجارة الإلكترونية في وادي السليكون. ويقوم عدد من الشركات المصنعة الكبرى أيضاً بإنشاء متجر هناك.
الجزء الكبير من التحدي سيكون في تعريف الأجيال القادمة أن العمل مع تكنولوجيا الكمبيوتر يعتبر شيئاً ممتازاً. وكما ذكر جون دياز في الفترة الأخيرة في صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل، فإن هذا هو شيء بدأوا يأخذونه على محمل الجد في وادي السليكون. تحتاج الشركات في كل مكان إلى أن تحذو حذوها. نجاحها يمكن أن يعتمد على ذلك.