المشكلة تتعلق بشريحة كبيرة من الذين يشعرون بفراغ روحي, وهنا نقف عند سيطرة الروح التي من عند الله سبحانه على الجسم من اجل حياة الفرد وصحته وسلامة المجتمع وانسجام الكون كله.
انا لن اقف عند الناحية الوجدانية التي تخص الايمان والتي تهدف الى رضاء الله وتقيس كل تصرفاته لان كل العواطف تتصاغر أمام هذه العاطفة.. انما ما اقصده هو العاطفة الانشودة المتناغمة من العواطف المتبادلة بينك وبين الآخر لأنك ستحب نفسك من خلالهم عندما تراهم استمرارا لك, او تكملة لك او املا لك, اومستقبلا.
مما حملني على الكتابة في هذا الشأن هو البخل العاطفي لان كلا من الآخر يرغب في صدق المشاعر, بألا تكون الألفاظ كزجاجات شفافة فارغة ينقصها المعنى, لأن الآخر كالاسفنج تواق للامتصاص, امتصاص المعاني الجميلة.
نحن لانقدر ان نقول للآخرين ابعدوا عنا واذا قلناها بغضب فسنشعر بالذنب لذلك علينا ان نصر ليرى من هم حولنا احتياجاتنا ـ نحن ـ اننا لكي نحب من حولنا ـ يجب ـ ان نحب انفسنا, علينا ان نبدأ ان نكون آباء محبين, وابناء محبين, واصدقاء محبين, وجيرانا محبين, والا فلن نحمل الا الإحباط والغضب للآخرين, وبإصرارنا على حقنا ان نغذي حياتنا.
سنجد لدينا القوة لمواجهة تلك المتطلبات الواقعية التي لايمكن تجنبها.
لايمكن ان نكون جاهزين دائما لشحن عواطف من هم لانرتبط بهم الا باتصال عابربالممارسات اللطيفة والكلمات الحانية ـ يالشيخ, يالحبيب, ياعيوني, ياعمري ـ ونسرف بها كنوع من الذكاء الاجتماعي. بينما لانجد الوقت لنتقابل بها مع من هم اقرب الناس لنا. من هم تواقون لسماعها بشفافية مطلقة. وممارسة فعلية لها.
حوار العاطفة مطلب اساسي في هذا الوقت بالذات وغيره من الأوقات, لنتحدى بقوة اغلب الظواهر الاجتماعية السلبية التي بدأت تهز خيمتنا الأسرية والاجتماعية.