قال مسؤولو أمن واستخبارات عراقيون: إن مسلحي تنظيم دولة البغدادي يقتربون من بغداد، في حين تعهد رئيس كردستان العراق مسعود البارزاني بمحاربة التنظيم، كما أعلنت اليونيسف عن وفاة أربعين طفلاً من الأقلية الإيزيدية إثر هجوم الجهاديين على مدينة سنجار.
وأورد تقرير لوكالة رويترز، أن مسلحي تنظيم البغدادي يستخدمون الأنفاق السرية التي بناها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ويقتربون من العاصمة العراقية بدعم من رجال القبائل العراقيين المسلحين بكثافة.
وأشار التقرير إلى التقدم المفاجئ الذي أحرزه التنظيم في شمال البلاد بوصوله إلى سد الموصل واستيلائه على حقل نفطي خامس، وثلاث بلدات إضافية عقب انسحاب قوات البشمركة الكردية منها.
وقال التقرير: إنه في الوقت الذي أُوقف فيه تقدم التنظيم من الشمال بالقرب من بلدة سامراء، يقوم مقاتلو التنظيم بتعزيز قوتهم بهدوء بالضواحي الجنوبية لبغداد.
وأشار التقرير إلى أنه ولمدة سبعة أسابيع استمر تنظيم الدولة في نقل مسلحين وأسلحة ومؤن من الفلوجة التي يسيطرون عليها عبر أنفاق صحراوية سرية إلى بلدة جرف الصخر (60 كلم جنوب بغداد).
من جهة أخرى، تعهد مسعود بارزاني بمحاربة "الإرهابيين"، في إشارة إلى تنظيم الدولة، وذلك في رسالة مطولة للشعب الكردي، معلناً أن القيادة الكردية قررت التخلي عن مواقع الدفاع والانتقال إلى مرحلة جديدة وهي محاربة تنظيم الدولة.
وتوعد البارزاني بمحاسبة من سماهم "المقصرين في واجب الدفاع" عن المناطق التي انسحبت منها قوات البشمركة الكردية أمام مقاتلي تنظيم الدولة. وانتقد البارزاني موقف حكومة بغداد من الأحداث الجارية، وقال: إن قوات البشمركة تقاتل "الإرهابيين" وتدافع عن كردستان العراق بإمكانياتها المتواضعة، وإن الإقليم لم يتلقَ أي مساعدة من الحكومة العراقية أو القوى الدولية، "بل وقفتا مانعاً أمام جهودنا للحصول على الأسلحة بإمكانياتنا الذاتية للدفاع عن أنفسنا".
واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات البشمركة وبين مسلحين يسيطرون على ناحية بعشيقة 20 كلم شرق الموصل مركز محافظة نينوى الواقعة شمال العراق أمس.
وأفاد مصدر محلي أن الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة والخفيفة من دون أن يتسنى على الفور معرفة حجم الخسائر في صفوف الجانبين. وكانت قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق قد أعادت الإثنين، فرض سيطرتها على قضاء سنجار وناحية ربيعة الحدوديتين مع سوريا غرب الموصل.
مأساة
كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وفاة أربعين طفلاً من الأقلية الإيزيدية إثر هجوم الجهاديين على مدينة سنجار الواقعة في شمال غرب العراق. وأفاد بيان للمنظمة: "وفقاً للتقارير الرسمية التي تسلمتها اليونيسف، ان هؤلاء الاطفال من الأقلية الإيزيدية توفوا نتيجة لأعمال العنف والتهجير والجفاف خلال اليوميين الماضيين". وسيطر مقاتلو دولة البغدادي، الأحد الماضي على مدينة سنجار الموطن الرئيسي للأقلية الإيزيدية في شمال غرب العراق، ما دفع عشرات الآلاف من ابنائها إلى النزوح.
وينتمي غالبية هؤلاء النازحين إلى الطائفة الإيزيدية وتعود جذور ديانتهم إلى أربعة آلاف سنة، وتعرضوا إلى هجمات متكررة من قبل الجهاديين في السابق بسبب طبيعة ديانتهم الفريدة من نوعها. وتعد مدينة سنجار المعقل الرئيسي لليزيديين في العراق، لكن هذه المدينة التي يقطن فيها نحو 300 الف نسمة سقطت بيد تنظيم البغدادي الذي كان سيطر على مدينة الموصل في العاشر من يونيو، إضافة إلى مناطق واسعة في شمال ووسط وغرب البلاد. وتستضيف سنجار كذلك ألاف المهجرين من الأقلية التركمانية الشيعية، الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور قبل نحو شهرين. وأوضحت المنظمة في البيان، أن "العائلات التي فرت من المنطقة بحاجة إلى مساعدات عاجلة لوجود أكثر من 25 ألف طفل بينها، عالقين حالياً في المناطق الجبلية في سنجار، وهم بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، تشمل المياه والغذاء والخدمات الأساسية". ونشر بعض الناشطين صوراً على الإنترنت، لنازحي هذه الطائفة، تظهر فيها مجموعات من النازحين تفترش الكهوف والوديان الصخرية في جبال سنجار.
وحذر قادة وناشطون حقوقيون إيزيديون بأن هذه الطائفة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين بات وجودها على أرض أجدادها مهدداً بفعل أعمال العنف والتهجير الأخيرة.