في أيام عيد الفطر المبارك والذي بمناسبته أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويكتب لنا ولكل مسلم المغفرة والرحمة والعتق من النار، قرأت إعلاناً مفاده أن طريق الأمير محمد بن فهد (الشارع الأول) مع تقاطع شارع الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه سيتم إغلاقه من أجل أن يصبح نفقاً، انتهى الإعلان.
هنا توقفت عن متابعة قراءة الجريدة ثم أخذت نفسا عميقا، ووقفت وقفة الأسد الشامخ في عرينه، وأخرجت آلتي الحاسبة فبدأت أحسب فقلت، إشارة المرور في هذا التقاطع تستمر حمراء لمدة 156 ثانية أي ما يقارب الدقيقتين ونصف الدقيقة انتظارا، ولو افترضنا جدلا بأنني انلطعت او (انطقيت) عندها مرتين متتاليتين من شدة الازدحام كل صباح فهذا يعني أنني سأنتظر ما يقارب الخمس دقائق ولو افترضنا أيضا جدلا أنني سأتوقف عندها مرتين في اليوم صباحا للذهاب إلى العمل ومساء لقضاء أي مشوار فهذا يعني أن مقدار انتظاري اليومي عندها هو تقريبا عشر دقائق، ولأكمل الحسبة لأصل إلى مبتغاي فإني سأنتظر عندها مرتين خمسة أيام في الاسبوع وهي أيام العمل أما يوما الإجازة الأسبوعية فلن أقف عندها صباحا بل فقط في المساء أي أن وقوفي عندها أسبوعيا هو ما يقارب 60 دقيقة, ولو حذفنا منها أيام الإجازات وبعض الأيام التي لن أمر أو أقف عندها فهذا يعني أن مقدار وقوفي الأسبوعي عندها 50 دقيقة وحين يكون في السنة 52 أسبوعا فهذا يعني أنني سأنتظر سنويا عند تلك الإشارة 2600 دقيقة أي ما يقارب 43 ساعة, وحيث انني أجزم كل الجزم بأن مشروع تحويل هذا التقاطع إلى نفق لن يقل عن 3 سنوات فسأضرب الناتج الذي حصلت عليه في ثلاث سنوات وسيكون 129 ساعة وهي عبارة عن خمسة أيام وثلث اليوم, وبعد هذه الحسبة البسيطة المتواضعة أرى أنه من الأفضل عدم إتمام هذا المشروع فأنا عن نفسي شخصيا مستعد لأن أنتظر عند تلك الإشارة ما سأنتظره في ثلاث سنوات بل ومقدما, نعم, فأنا على استعداد للانتظار خمسة أيام وثلث اليوم بشكل متواصل ومقدما على أن لا اتوقف عندها أبدا لمدة 3 سنوات قادمة.
والسبب يعود في ذلك لأن المشروع سيأخذ وقتا طويلا جدا فالمشاريع المشابهة له لم تقل عن هذه المدة إطلاقا إن سلمت أصلا من التوقف خلال تلك الفترة، وثانيا أجزم كل الجزم أن الطريق البديل أو (التحويلة) ستكون أكثر بؤسا وضيقا وانتظارا وارتفاعا للضغط والسكر من الاشارة الأصلية، ثالثا أجزم أيضا أنه بعد الانتظار لثلاث سنوات على الأقل والتحويلة البائسة سيغلق هذا النفق مرة أخرى ومرتين وقد تكون ثلاثا لإجراء صيانة وتعديل وترقيع بعد هطول أول قطرة مطر. فآمل من المسؤولين النظر في اقتراحي هذا, وبالإمكان تقسيط الحل لغير القادرين ليكون بدلا من خمسة أيام لثلاث سنوات أن يكون انتظارا لـ 43 ساعة لسنة مقدما وكلٌ حسب استطاعته, ومن يشاهد المشاريع المجاورة للطريق (الدائري) في حي الجامعيين وما جاوره يعلم تماما أنني لم أجانب الصواب فمشاريعنا (الهشة) تسبقها السلحفاة فقط, لهذا أقول أنا أول منتظر خماسي لهذا التقاطع ولنوفر المال والجهد والتعب لمشروع آخر بإذن الله.