كشفت لـ»اليوم» المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط رنا صيداني، عن تواصل مستمر للمنظمة مع وزارة الصحة في المملكة عبر مكتبيها في جدة والرياض فيما يخص الحالة المشتبه بإصابته بفيروس «ايبولا» وتوفي والتي لم تتأكد، حيث تم أخذ العينات وفحصت مخبريا في المملكة، إضافة لذلك تم ارسال العينات الى مختبرات في المانيا تتعامل معه المنظمة للتأكد منها وحتى الآن لم تظهر النتائج.
وعن عقار «زيماب» الذي اُعطي لطبيبين في امريكا قالت: العقار لا يزال في مرحلة التجارب، وتم تطبيقه على شخصين طبيبين، وهذا العقار اثبت فاعليته وتم إعطاؤه بعد 3 أيام من الإصابة بالفيروس، ولا نعلم حتى الآن إن كان هذا العقار فعالا ولا يؤدي الى اعراض جانبية، وبحكم انتشار فيروس ايبولا لا يجب أن نجرب العقار في الأشخاص المصابين بل يجب تطبيق اجراءات للحد من انتشاره.
وأوضحت المتحدثة أن لجنة الطوارئ الخاصة ببحث تطورات فاشية «ايبولا» في الجلسات الطارئة بسويسرا، أعلنت صباح أمس الجمعة، أنها تشكل «طارئة صحية عمومية» بعد أن تداولت لجنة الخبراء المختصة على مدى يومين ما آلت إليه الأحوال في غرب أفريقيا بالتفاصيل الوبائية وانتشارها وعدد الحالات، وبناء عليه نصح الخبراء المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية بأن فاشية «ايبولا» وصلت إلى تشكيل خطورة صحية عامة وتشكل قلقا دوليا.
وأضافت: إن إعلان حالة الطوارئ بسبب ارتفاع حالات الوفيات في الدول المتأثرة، وخصوصاً المناطق الحدودية فيما بين تلك الدول الأربعة، إضافة إلى ضعف النظم الصحية في تلك الدول وعدم قدرة هذه البلاد على الاستجابة الفورية ونقص في الموارد البشرية والأطباء والممرضين والأدوات والألبسة الواقية للعاملين الصحيين، اضافة إلى انتشار الفيروس في مراكز الصحة والمستشفيات وفي المجتمعات مما أفضى إلى الإعلان عن ايبولا حالة دولية طارئة.
وأوضحت ان المنظمة طلبت من الدول المتأثرة القيام بإعلان حالة طوارئ وطنية، وتفعيل غرفة عمليات للطوارئ بقيادة رئيس البلاد الذي عليه حشد كل اركان حكومته للحد من انتشار الفيروس، ولا يقتصر العمل على وزارة الصحة فقط التي لم تعد قادرة وحدها لمواجهة الفيروس، إلى جانب أن المنظمة طلبت من تلك الدول تطبيق حجر صحي إلزامي على المناطق الحدودية، حيث ينتشر الفيروس بشكل كبير وهذه المناطق يجب أن تفعل العناية الصحية ذات النوعية الجيدة للأفراد المتأثرين بالفيروس، والعناية بهم وتوفير الأمن والطعام كي يبقوا في تلك المناطق ولا يخرجوا منها وبذلك نحد من انتشار الفيروس الى مناطق أخرى، وفحص كل المسافرين الذين ينوون ركوب الطائرات وعبر الموانئ، ان يفحصوا ويتأكدوا من انهم لا يعانون من ارتفاع في درجات الحرارة تمنعهم السفر والتأكد من حالاتهم، مشيرة الى انه حتى الآن لا توصي المنظمة بحظر سفر او حظر تجارة على تلك البلاد والاكتفاء بفحص ومعاينة الركاب للتأكد من حالاتهم.
وعن موسم الحج والحشود البشرية قالت: نصحنا البلاد المتأثرة بعدم ارسال مواطنيهم الى الاماكن التي تشهد ازدحاما بشريا سواء في موسم الحج أو غيره، وتواصلنا مع وزارة الصحة السعودية وكل وزارات الدول العربية بتشديد اجراءات المراقبة والترصد للأوبئة للتعرف على اى حالة مشتبه بها في اسرع وقت، والابلاغ عنها وفحصها وطنيا وتزويدنا بعينات لفحصها في المختبرات الدولية التي تتعامل معها المنظمة».
وعن مقارنة فيروس «ايبولا» بـ»كورونا»، قالت «لا يمكن المقارنة بينهما، حيث أثبت فيروس «ايبولا» قدرته على الانتشار بشكل واسع على بقعة جغرافية كبيرة وحتى الآن هناك 4 بلدان متأثرة وهي غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون، إضافة الى أن 90 بالمائة من المرضى يتوفون بعكس فيروس «كورونا».
وكانت منظمة الصحة العالمية اعلنت صباح يوم أمس أن وباء «إيبولا» المتفشي في غرب أفريقيا «حدث استثنائي» وبات الآن يشكل خطراً صحياً على المستوى الدولي.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة ومقرها جنيف: إن العواقب المحتملة لاستمرار تفشي الوباء الذي قتل ما يقارب ألف شخص في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون خطيرة للغاية ولا سيما في ظل شراسة الفيروس. وطالبت المنظمة من المجتمع الدولي بضرورة التحرك والتنسيق المشترك بين الدول لوقف انتشاره.
ويأتي إعلان المنظمة في أعقاب اجتماع خبراء تابعين لها على مدى يومين في جلسة طارئة بسويسرا.