عندما تزور جدة تأسرك بشوارعها واسواقها ومطاعمها وكورنيشها, تأسرك بتلك الحركة الدؤوب التي لاتكاد تنتهي او تقف عند ساعة معينة, كل شيء في جدة يتحرك يتحدث عن تلك الجهود التي بذلت سواء من قبل الدولة او رجال الاعمال الذين ساهموا بشكل كبير في تنمية المدينة وتطورها وان تكون بتلك الصورة الجميلة التي تعبر بشكل او بآخر عن بلادنا وتقدمها وبالتالي نجاح برنامجها السياحي بشكل لافت رغم قصر عمر التجربة, وفي المقابل تبقى الدمام والخبر تشكوان قلة استثمارات رجال الاعمال في مجالات عديدة اهمها تلك الاستثمارات الخاصة بقطاع السياحة والفندقة ان لم يكن هجرتها, ولا ادري هل المشكلة نابعة من رجال الاعمال فقط ام من امانة الدمام التي مازالت غير قادرة على التعامل مع مسألة السياحة وتطوير المدينتين بأسلوب احترافي يسهل لرجال الاعمال عمليات الاستثمار في المنطقة بتخصيص اراض للاستثمار التجاري على كورنيش المدينتين الجميلتين او زيادة الرقعة الخصراء في المدينة او انشاء متنزهات اضافية, فحركة السياحة بالمنطقة لايمكن ان تكون مجرد جهود شخصية لعدد محدود من رجال الاعمال او بعض الشخصيات المهتمة بالسياحة كالأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله ولكن النجاح في برامج السياحة مرهون بقدرة القطاع الخاص والحكومي على التفاعل مع تلك البرامج بتبني سياسات استراتيجية تنقل المنطقة الى فضاءات جديدة تكون السياحة فيها احد اهم مصادر الدخل لسكان المنطقة.
