بين حين وآخر تطالعنا الصحف عن جولات مفاجئة يقوم بها بعض الوزراء لمرافقهم وقطاعاتهم.. واختلفت الآراء حول هذه الجولات.. البعض يراها ضرورية للوقوف على مكامن الأخطاء وجوانب القصور لتصليح الخلل ومعاقبة المقصر والبعض يراها غير ضرورية.. لو توافرت اساليب التقييم.. وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
وبين الرأيين.. هناك رأي ثالث يقول ان فجائية الزيارة ربما تضع الجهاز او المرفق في حالة تأهب دائم مما يولد اثرا ايجابيا على المدى الطويل.
والواقع يدعونا الى الاعتراف بأن هناك جوانب قصور ولا شك في كثير من المرافق والقطاعات.. وان المواطن يعاني هذا القصور.. لكن نظام الخدمة المدنية لم يركز على ان الراتب للوظيفة وليس للموظف.. وهذا ما جعل بعض الموظفين لا يكترثون بقصورهم طالما انهم يتسلمون رواتبهم وحين يجدون محاسبة على هذا التقصير فهو مجرد نقل من مكان لآخر. ومن وظيفة الى اخرى.
ان الراتب للوظيفة وليس للموظف هو المبدأ الذي يجب ان نحرص على تطبيقه وبالتالي سيدرك الموظف جسامة المسئولية وخطورة الأمر في حالة تقصيره او اخطائه او تكاسله.
وحين يدرك الموظف ان الراتب الذي يتقاضاه هو للوظيفة التي يشغلها فلابد ان يكون مجدا مثابرا يقظا ومتفانيا وحين يقصر او يتقاعس او يخطىء فانه سيدفع الثمن غاليا الى الحد الذي يمكن ان يخسر معه هذه الوظيفة.
جولات المسئولين.. اتمنى ان تختفي حين تستيقظ ضمائر الموظفين.. فيثابرون ويجتهدون في اداء مسئولياتهم دون ان يفاجئهم وزير او وكيل او مدير عام بزيارة مفاجئة.. فيرون من القصور ما يدعو للأسف ويدفعهم لاتخاذ قرارات حاسمة.
ايها الإخلاص.. نتمنى ان نصافحك دائما.
