وصلت أحدث مصفاة للنفط في المملكة العربية السعودية إلى أقصى طاقة لها في الشهر الماضي، الأمر الذي زاد من المنافسة الدولية في هذا الشأن، ودفع بكل من شركتي فيتول وتوتال للقول إنهما ستضطران إلى إغلاق المزيد من مصافي النفط الأوروبية.
قال باتريك بويان، رئيس شركة توتال لتكرير النفط والكيميائيات في مؤتمر يوم أمس في بروكسل: إن مصفاة ساتورب، وهي مشروع مشترك بين توتال وشركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)، عالجت كميات من الخام بمعدل 400,000 برميل في اليوم في الأول من شهر أغسطس( آب) الماضي.
وقال كريستوفر بيك، المدير التنفيذي لفيتول، وهي أكبر شركة لتجارة النفط في العالم، في مؤتمر منفصل في الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة يوم أمس: إن مصافي النفط الأوروبية صغيرة، وهي ليست متطورة لدرجة تكفي لمنافسة معامل تكرير النفط الجديدة.
وقال بويان في مؤتمر قمة بلاتس لتكرير النفط الأوروبي: «إن من الضروري لأوروبا أن تقوم بترشيد الإنتاج. نحن نواجه فائضاً في القدرة على الانتاج في العالم، وعلى الشركات الأوروبية أن تغلق 10% من قدراتها الإنتاجية بحلول عام 2020 بسبب النقص في الطلب المحلي وازدياد المنافسة».
واتسعت خطى مصافي النفط الأوروبية في إغلاق معاملها والتحول إلى مستودعات تخزين بأسرع وتيرة تشهدها منذ الثمانينيات بعد انخفاض الطلب على منتجات النفط لسبع سنوات وزيادة شدة المنافسة مع مناطق أخرى في العالم. وحسب أقوال وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مركزاً لها وتقدم المشورة لـ 29 دولة في العالم، فقد أغلق سبعة عشر معملاً لتكرير النفط في أوروبا في السنوات الست الماضية. وأضاف بويان: إن هناك حاجة لإغلاق 10 مصاف لتكرير النفط، لها قدرة تكرير تساوي ما بين 1.5 إلى 2 مليون برميل في اليوم.
تقليل الفائض
قالت توريل بوسوني، المحللة في وكالة الطاقة الدولية في مؤتمر بروكسل يوم أمس: «هناك حاجة ماسة لتخفيض قدرات التكرير إلى أكثر مما يحدث الآن، والتوقعات بتحقيق هوامش ربح لا تبدو جيدة في العام القادم».
وأضافت بوسوني: إن من الضروري اقتطاع 4.8 مليون برميل من القدرة اليومية في أنحاء العالم بحلول عام 2019 لزيادة معدل استخدامات معامل التكرير لتصل إلى المستويات التي كانت عليها قبل الأزمة المالية التي حدثت في عام 2008. وقالت: وهذا يمكن عمله بإغلاق معامل تكرير موجودة حالياً أو تأخير او إلغاء مشاريع جديدة.
وقال مدير شركة فيتول: إن معامل تكرير النفط الأوروبية معرضة لخطر الإغلاق؛ لأنها لم تحصل على استثمارات كافية لفترة طويلة، وهي صغيرة لدرجة لا يمكنها معها منافسة معامل تكرير النفط الأكبر في الشرق الأوسط والهند.
وتعتبر مصفاة ساتورب واحدة من ثلاث معامل تكرير نفط سعودية جديدة تقوم بإنشائها أرامكو السعودية، وهي تبني معملاً آخر لتكرير النفط قدرته 400,000 برميل في اليوم في ينبع الواقعة على شاطئ البحر الأحمر بالمشاركة مع مجموعة ساينوبيك الصينية. وقال رئيس أرامكو خالد الفالح في يوم 10 سبتمبر: إن المشروع في مرحلة «الفحص الأولي السابق للتشغيل».
ويقع معمل جازان لتكرير النفط هذا في جنوب غرب المملكة، وسيعالج أيضاً 400,000 برميل من النفط الخام في اليوم، ومن المقرر أن يبدأ العمل في عام 2016، وذلك حسب ما ظهر على موقع أرامكو على الإنترنت.
وحسب عرض مرئي قدمته أمريتا سين، المحللة الرئيسية في مؤسسة الاستشارات إينيرجي أسبكتس في مؤتمر بروكسيل يوم أمس، فإنه سيكتمل إنشاء أو توسيع 27 مصفاة نفط جديدة في الشرق الأوسط من الآن وحتى عام 2020، وسيضيف ذلك 5.4 مليون برميل أخرى إلى قدرات التكرير في اليوم.