تشير دراسات حديثة إلى تسبب الحوادث المرورية في مصرع حوالي مليون شخص سنويا في العالم، بالإضافة إلى عشرات الملايين من الإصابات الخطيرة.وتقدّر قيمة الخسائر المادية الناجمة عن حوادث المركبات في الدول النامية بحوالي 100 بليون دولار على الأقل طبقاً لدراسة حديثة رعتها الأمم المتحدة.
ثالث اكبر المآسي
وتؤكد الدراسة أن حوادث السير ستصبح ثالث أكبر مسببات الوفاة في العالم بعد أمراض القلب والوفيات الناتجة عن الأمراض العقلية بحلول العام 2020.وتشير دراسات أخرى الى أن معدلات الخسائر والإصابات الناجمة عن مثل هذه الحوادث في دول مجلس التعاون الخليجي هي أكثر من مثيلتها في دول العالم المتقدمة التي توازيها في نسبة ملكية المركبات.
وقال جيسيك ساوينسكي, المدير العام لمكتب الشرق الأوسط في شركة "بوش" أوتوموتيف آفتر ماركت: يواكب زيادة معدل إمتلاك المركبات في دول مجلس التعاون الخليجي, ارتفاع كبير في عدد الحوداث الخطيرة, الأمر الذي يثير القلق.وبينما تعمل السلطات الحكومية في الإمارات على تنظيم حملات منتظمة لتعزيز الوعي بمخاطر هذا الأمر, نقوم في شركة بوش بتطوير حلول تكنولوجية لتدعيم ضمانات السلامة المتضمنة في السيارات.
الثبات الالكتروني
ونتوقع أن تصبح الأنظمة التي نقوم بتوفيرها مثل برنامج الثبات الإلكتروني المتضمن معايير قياسية شائعة الاستخدام تتبناها كافة السيارات مثلما تتبنى أنظمة الأكياس الهوائية وأحزمة الأمان.كما يجب تعزيز وعي المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط بالدور الهام الذي تلعبه التقنيات المتطورة في تدعيم مستويات السلامة وبخاصة على الطرق السريعة.
وأصبحت المقاييس الدولية للضوابط اللازم توافرها في السيارات أكثر صرامة مع التزايد المستمر في الخسائر الناجمة عن حوادث المرور.
وقامت "بوش" بتطوير نظام التحكم القياسي "الكيس الهوائي 9" (Airbag) الذي يوفر قائمة من الخيارات للتحكم في أجهزة حماية ركاب السيارة.وعند وقوع حادثة, يقوم النظام باختيار وسيلة الحماية المناسبة مثل الكيس الهوائي أو حزام الأمان من بين قائمة الخيارات المتاحة, ثم يبدأ بتشغيلها عند الحاجة بهدف توفير أفضل مستويات الحماية للسائق والركاب.
اجهزة استشعار
وتتضمن وحدة التحكم في الكيس الهوائي "أيه.بي 9" (AB9) نظام استشعار مركزيا متكاملا وجهاز تسارع، بالإضافة إلى نظام لقياس ضغط هيكلية المركبة.وتقوم أجهزة النظام الإلكترونية بإستقبال ومعالجة الإشارات الواردة من 12 جهاز استشعار خارجيا.ثم يعمل نظام التحكم المتطور على تقييم ومراجعة هذه البيانات ومن ثم القيام بتوجيه 38 جهاز حماية طبقاً للمطلوب.
وعلى سبيل المثال، عند وقوع تصادم أمامي, سيقوم جهاز الاستشعار الأمامي المتكامل مع المنطقة المصابة بإرسال بيانات وافية بدرجة خطورة الحادث.وتسمح المعلومات المتوافرة في جهاز التحكم بتقييم الحادث وتقرير مدى الحاجة لتشغيل نظام الحماية.كما تعتبر الصدمات الجانبية ثاني أكبر أنواع الحوادث انتشاراً بعد الصدمات الأمامية.وفي حالة وقوع مثل هذه الحوادث يجب أن تقوم وحدة التحكم بإطلاق أنظمة الحماية الجانبية في أقل من خمس أعشار من الثانية حتى توفر الوقت الكافي لعملها.وقامت شركة بوش بتطوير نظام استشعار متطور يتضمن أجهزة تسريع موجودة في الجسم الجانبي للمركبة وأجهزة استشعار للضغط مخصصة للأبواب.
رادارات لحماية المركبات
ومن المقرر أن تقوم "بوش" بدءاً من العام 2006, بإنتاج أجهزة رادار خاصة بالحماية من التصادمات, حيث ستعمل على توفير معلومات عن المسافة التي تفصل السيارة عن أي عوائق تعترض الطريق والسرعة المناسبة بالإضافة الى التأثير المتوقع للصدمة.
وطبقاً للدراسات الحديثة, تنقلب السيارة في أكثر من 20 بالمائة من الحوادث القاتلة.لذا بدأت شركة "بوش" بإنتاج جهاز استشعار خاص بإنقلاب السيارات خلال العام 2001.وفي حالة انقلاب السيارة، يقوم نظام التحكم بإطلاق أحزمة الأمان والأكياس الهوائية الجانبية والرأسية وموانع الإنقلاب بالطريقة المثلى التي تكفل أفضل حماية لركاب السيارة.كما تم تطوير جهاز الاستشعار المتضمن في نظام "الكيس الهوائي 9" بهدف تعزيز قدرة النظام على رصد الإنقلابات بصورة أسرع وأكثر اعتمادية.ويستطيع النظام استخدام المعلومات التي يوفرها برنامج الثبات الإلكتروني لرصد الإنقلابات.
تفاؤل بالجديد
وتؤكد دراسات دولية قامت بها مؤسسات دولية متعددة من بينها "مرسيدس" و"ديكرا أتوموتيف ريسيرش" من ألمانيا و"سويديش ناشيونال رود ادمينستريشين" و"يوروبين أكسيدنت كوسيشين" وشركة تويوتا اليابانية على أن نظام التحكم بالثبات الإلكتروني يستطيع منع التصادمات وإنقاذ الأشخاص.ويعتبر النظام من تقنيات السلامة المتطورة التي تعمل على تفعيل وتعزيز دور أدوات السلامة المتضمنة في السيارت بما فيها الأكياس الهوائية وأحزمة المقاعد.