ضرب أحد أساتذة التسويق والدعاية مثالاً جميلاً لطلبته فى سنتهم الأخيرة حول أساليب الدعاية بين (الدجاجة والبطة).
قال: إن الدجاجة تبيض بيضتها وتعلن عنها من خلال نقنقتها وحركتها، وهذا يحدد أن هناك منتجا متوفرا ومعروفا مكانه، بينما «البطة» لا تصدر صوتاً ولا تهتم بالمكان، ومن يريد بيضها فليبحث عنه رغم أهميته الاقتصادية والصحية.
لذلك كسب بيض الدجاج شهرته العالمية، ولو أنه فى صالح المستثمر وليس فى صالح الدجاجة! وكان أول إعلان في التاريخ على شكل بيت من الشعر. فقد اشتكى أحد التجار إلى الشاعر ربيعة بن عامر،
عن نفاد كل الخِمارات التي يبيعها في محله عدا السوداء فلم يشترها أحد منه؛ فنظم ربيعة - المُلقّب بالدرامي -
قصيدة وأرسلها لأحد الشعراء ليتغنى بها، وكتب في بدايتها: قل للمليحة في الخمار الأسود .. ماذا فَعلتِ بِناسِكٍ مُتعبدٍ" (والمليحة: هي الرائعة الجمال). ولما انتشرت هذه القصيدة لم تبقَ واحدة لم تشترِ خمارًا أسود مليحة وقبيحة، ونفدت كل الخِمارات لدى التاجر، بل إنه باعها بسعر مرتفع.
فى الاعياد تنشط الشركات والوكالات دعائياً، وحتى بائعو "الخراف" فهم يتفننون فى شرح مزايا منتجهم وسلالته ومراعيه ومواطن صباه!.. و"الملاحظ أن هناك تلاعبا وغشا "وحقنا ورشا" للأضاحي، مما يوجب تحرك وزارة التجارة والامانات، خاصة أن الاضحية لها شروطها الشرعية التى لا يمكن تجاوزها وفي ثلاثة أيام.
ونصيحتي لكل مستهلك "اشتر ما تحتاجه لا ما يعجبك" وأجل شراء ما تحتاجه الى ما بعد مواسم قلة العرض وكثرة الطلب. وكُن كالبطة لا كالدجاجة.
والله المستعان