نور الهدى لها قصة كما يقول "جوجول" كبير أدباء الروس: "هناك شخصيات تقف الارض عن دورانها كي تتأمل بها!".
الفتاة نور الهدى هي عنوان كبير لأكبر عنصرين يجعلان من الأشخاص العاديين ابطالا مميزين: العزم، والتفاؤل. على أن الفتاة نور الهدى ليست عادية أبدا.
نور الهدى ولدت وبها اعاقة صعبة اثرت على بناء هيكل الجسد، وتكالبت عظام الصدر على الرئة، وهذا منع الفتاة من صغرها أن تقود حياة طبيعية، بل منعها من اهم الوظائف الحيوية: التنفس الطبيعي، والحركة الطبيعية. فهي تضغط على مضخة مطاطية بيدها باستمرار كي يصل الهوء لرئتيها المحبوستين، وهذه الحركة الضاغطة المتواصلة بيد نور الهدى على الدائرة المطاطية لا يقف ابدا، بل يجب ألا يقف أبدا وإلا توقف وصول الهواء للرئة واختنقت لا قدر الله حتى الموت، انكباب الهيكل العظمي والعمود الفقري اثر على التوازن الطبيعي للسير، ولكم أن تتصوروا فتاة تضخ هواء الحياة لجسدها بضغط متواصل من يد دائمة الحركة، وفي ذات الوقت تجر ساندا عكازيا لتستطيع السير.
على أن هذا ليس فقط سر نور الهدى. فسرها أنها نجحت بحياتها الدراسية والعملية مثل اي فتاة عادية بل ربما اكثر من كثير من العاديات المكتملات. نور الهدى اكتملت اكثر من اللاتي سميناهن مكتملات الأعضاء، فهي فوق انها تملك وظيفة مرموقة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، فهي من رائدات العمل التطوعي في كامل المنطقة الشرقية، فهي تحرص على العمل التطوعي، وهندسة الحملات التطوعية كما تحرص على ألا تتوقف يدها عن ضخ الهواء برئتيها، خصوصا تلك الحملات التي تزرع الثقة والإلهام في المعاقين وفي توعية الناس أن الاعاقة لا تحول دون دروب المجد، بل حتى انها كثيرا ما تكون حافزا قويا لتحقيق المجد.
.. لذا يحلو لي دائماً مناداتها: بطلتي نور الهدى.
نجيب الزامل