حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين السبت على عدم الاستسلام للهستيريا بشأن فيروس إيبولا، وقلل من شأن فكرة حظر السفر من الدول التي ضربها الفيروس في غرب أفريقيا قائلا إن هذه القيود من شأنها أن تزيد الأمور سوءا.
وحث المشرعون أوباما الأسبوع الماضي على منع مواطني ليبيريا وسيراليون وغينيا من دخول الولايات المتحدة. وقال أوباما إنه لا يعارض حظر السفر لكنه أوضح في خطابه الأسبوعي أنه لا يميل لهذا الإجراء.
وقال أوباما «لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عن غرب أفريقيا» موضحا أن عملية نقل العاملين بمجال الصحة والإمدادات للمنطقة ستصبح أكثر صعوبة وسيدفع ذلك الناس التي تريد الخروج من المنطقة إلى تفادي الفحص مما سيجعل عملية رصد حالات الإصابة أكثر صعوبة.
وقال: «محاولة عزل منطقة كاملة عن العالم -إن كان هذا ممكنا- قد تزيد الأمر سوءا».
وذكر ان محاربة المرض ستستغرق وقتا، وحذر قائلا: «قبل أن ينقضي الأمر قد نشهد المزيد من حالات الإصابة الفردية هنا في أمريكا».
لكنه سعى لطمأنة الناس بشأن الفيروس مذكرا الأمريكيين أنه لم يتم رصد سوى ثلاث حالات فقط في البلاد وأنه ليس من السهل الإصابة بالمرض.
وقال: «ما نشهده الآن ليس تفشيا أو وباء للإيبولا في أمريكا».
وتابع: «هذا مرض خطير لكن لا ينبغي أن نستسلم للهستيريا أو الخوف».
وفي سياق متصل اعلن اوباما الجمعة تعيين منسق مكلف تنظيم حملات تشخيص حالات الاصابة بفيروس ايبولا وعزل المرضى وتأمين علاجهم، وذلك من اجل تنظيم الحملة لمكافحة المرض وايضا لطمانة الامريكيين.
وتم تشخيص انتقال العدوى الى ممرضتين في الولايات المتحدة كانتا تعملان في مستشفى «تكساس هيلث برسبيتاريان» في دالاس، وقامتنا بالاعتناء بالليبيري توماس اريك دنكان الذي توفي بهذه الحمى النزفية في الثامن من اكتوبر.
وسيتولى المحامي رون كلاين التنسيق بين مختلف هيئات الادارة في واشنطن لحماية المواطنين، وأيضا لضمان ان الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لن تكون على حساب «الالتزام الصارم بالقضاء على الوباء في بؤرته بغرب افريقيا»، بحسب البيت الابيض.
ومن المقرر ان تشمل عمليات المراقبة التي تقوم بها الهيئات الصحية الامريكية الركاب الذين صعدوا على متن الطائرة نفسها (ولو لرحلات مختلفة) التي استخدمتها الممرضة امبر فينسون التي تبين انتقال العدوى اليها في 15 اكتوبر. وستتم معاينة 750 راكبا اضافيا اكثر مما كان مقررا في السابق.
إجلاء
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية انه سيتم اجلاء موظفة في المستشفى نفسه من السفينة التي تقوم برحلة على متنها كإجراء احترازي.
ولم تبد اي اعراض على هذه الموظفة المشرفة على المختبر في المستشفى بدالاس وقامت بفرض حجر صحي طوعي على نفسها على متن القارب، حسبما أعلنت الشركة المنظمة للرحلة «كارنيفال كروز لاينز»، مشيرة الى ان احتمال اصابتها ضعيف.
إلا ان المخاوف من العدوى أثرت على مسار السفينة. فقد طلب وزير الخارجية الامريكي جون كيري دون جدوى من سلطات بيليز ان تستقبل المريضة، كما رفضت السلطات في المكسيك توقف السفينة التي تنقل آلاف الركاب بسبب وجود الممرضة على متنها.
وانتقلت عدوى الهلع الى البنتاغون اذ قامت وزارة الدفاع الامريكية ايضا بإغلاق احد مداخلها لعدة ساعات بعدما تقيأت امرأة عادت على ما يبدو من افريقيا في مرآب قريب من المجمع.
إلا أن متحدثا باسم الشركة التي تعمل لديها المرأة أكد عدم توجهها الى افريقيا.
شكرا كوبا
وأدى الوباء الذي حصد 4555 ضحية حتى الآن الى نتائج غير متوقعة على صعيد العلاقات الدولية، فقد توجه كيري الجمعة بالشكر الى كوبا التي تفرض الولايات المتحدة عليها حظرا منذ 1962.
وقال كيري امام دبلوماسيين اجانب في واشنطن: «نلاحظ دولا صغيرة وكبيرة تسرع بشكل ملفت مساهماتها على الخطوط الامامية». وأضاف: «كوبا البلد الذي بالكاد يصل عدد سكانه الى 11 مليون نسمة أرسل 165 اختصاصيا في شؤون الصحة ويعتزم ارسال قرابة 300 آخرين».
وسيعمل كلاين الذي كان مدير مكتب نائب الرئيس جو بايدن بالتنسيق مع مستشارة الامن الداخلي ليزا موناكو ومستشارة الامن القومي سوزان رايس.