عربي (فلسطيني) كان غاضبا ومنفعلا تشنجت قبضته على شعيرات لحيته، وانتزع خمسا منها ليزرعها متاريس على أبواب القدس وذلك يعني عند العربي (القديم) الجهاد حتى النصر.
.. كانت مجموعة من اليهود قد دخلت إلى الحرم القدسي واستباحوا حرمة المسجد الأقصى وكانت الأنباء منذ الصباح الباكر تتحدث عن فشل محادثات أبو مازن وشارون وأن خارطة الطريق قد أصبح أمامها الطريق مسدودا من قبل إسرائيل وقد ضاق صدر هذا الرجل الفلسطيني من كذب اليهود وتعنتهم وجبروتهم وإصرارهم على إذلال شعبه.
.. اقتربت منه إحدى الدوريات اليهودية وسألوه : من أنت ؟
قال عربي من فلسطين وهذه المدينة لي وهذه الأرض أرضي. .. قالوا ساخرين وهم يدفعونه بمؤخرات بنادقهم أرنا هويتك أيها المعتوه.
وامتدت يده إلى جيبه لتخرج بدلا من الهوية مسدسا تنطلق منه خمس طلقات أردت ثلاثة قتلى وجريحا وتمكن اثنان من قتله.
.. صورة بالغة للحوار على الأرض التي تئن ألما ووجعا واضطهادا.. وعندما تتعطل لغة العدل تتحدث لغة القهر.
.. صورة أخرى من القدس التي حملها ذات صباح أحد فتيانها على شواربه كان الشارب أكبر من الحصن وكان يقف على مداخل المدينة يشهد زحف اليهود المدججين بالأسلحة وألقى نظرة وداع أخيرة على مدينته الصابرة والمستبسلة والمقهورة وصرخ لن تدخلوا القدس إلا على جثتي. ذلك عهد على وعبروا على جثته. لقد مات رجلا.
.. وبالأمس القريب كان أحد الحواه المنتصرين من اليهود يضع مزمارا بين شفتيه وعلى الأرض بندقية.. إنها محاولة جيدة لترقص البندقية.. فجأة يختطف شاب فلسطيني البندقية من على الأرض ويصوبها إلى صدر عدوه ويصمت المزمار.. إنه القهر الذي يلد في الصباح مليون ناب ترى هل يدرك الإسرائيليون ذلك ويتعلمون لغة السلام. تلك صور سريعة من داخل الأرض المحتلة. لم يفهم لغتها اليهود.