توقع مسئول في قطاع الصناعة ارتفاع الطلب على منتجات العزل الحراري بنسبة تتجاوز 30 % في الأعوام المقبلة، عند الامتثال للتطبيق الإلزامي الجديد للعزل الحراري للمباني.
وقال الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة الزامل للصناعة أسامة البنيان: إن الدراسات والأبحاث التي أجريناها بيّنت ان إجمالي إنفاق دول الخليج على المواد العازلة في الأعوام الخمسة الأخيرة قد بلغ حوالي 720 مليار دولار، حيث بلغ متوسط الإنفاق السنوي 144 مليار دولار. وقد شكلت قطاعات البناء والتشييد والطاقة والنفط والغاز المحرك الرئيس لزيادة الطلب على هذه المواد، ويقدر معدل النمو السنوي المركب الحالي لمنتجات العوازل في قطاع البناء والتشييد بالمملكة حوالي 12 في المائة.
وأوضح ان العزل الحراري هو عملية منع انتقال الحرارة من مكان إلى آخر كلياً أو جزئياً بالاستفادة من خصائص بعض المواد التي تتميز بخواص عازلة للحرارة ومقاومة للتوصيل الحراري وامتصاص السعة الحرارية بحيث تساعد في الحد من تسرب وانتقال الحرارة من خارج المبنى إلى داخله صيفاً، ومن داخله إلى خارجه شتاءً، نتيجة للفارق في درجات الحرارة بين الداخل والخارج.
وقال البنيان: "تحتل المواد العازلة دوراً بارزاً في قطاع البناء والتشييد من حيث التحكم في مستوى الراحة والأجواء داخل المباني وتحسين كفاءة استخدام الطاقة.
ومع ظهور تقنيات البناء الحديثة التي تراعي النواحي البيئية، فقد أصبح استخدام المواد العازلة في المجالات الإنشائية والهندسية للحد من استهلاك الطاقة أمراً أساسياً في السنوات الأخيرة.
ويمكن تحقيق العزل الحراري للمبنى قبل بداية البناء أو بعده بواسطة المواد العازلة للحرارة المصنوعة من مواد مختلفة، كالصوف الصخري والألياف الزجاجية (الفيبرجلاس) وغيرها".
وأضاف "يعتبر موضوع العزل الحراري للمباني في المملكة واحداً من أبرز الاهتمامات في الوقت الحاضر بسبب دوره الإيجابي في توفير الطاقة والحفاظ على البيئة، حيث يبلغ استهلاك المواطن السعودي من الكهرباء ثلاثة أمثال المعدل العالمي.
كما كشفت دراسة حديثة أن استهلاك المملكة للكهرباء ارتفع بنسبة 9 في المائة في عام 2012 مقارنة بالعام الذي قبله، في حين نما استهلاك المملكة من الكهرباء خلال عام 2013 بنسبة 6,8 في المائة، مقارنة بعام 2012، ليبلغ نحو 256,7 مليون ميجاوات، مقارنة بـ «240,3» مليون ميجاوات، كما أن 70 في المائة من المباني في البلاد غير معزولة، وهي نسبة مرتفعة جداً وتتسبب في هدر الطاقة".
وقد دل العديد من الدراسات المنجزة على كافة القطاعات المستهلكة للطاقة أنه يمكن توفير حوالي 60 في المائة من إجمالي الكمية المستهلكة للطاقة عند تطبيق تقنيات العزل الحراري في الأبنية بشكل عملي.
كما أن العزل الحراري يحقق ما يعرف بالارتياح الحراري في المنزل، بحيث تكون الحرارة في المنزل متوازنة ككل.
وضمن هذا التصور يظهر الأثر الكبير لتنفيذ مضمون قرار استخدام العزل الحراري وتطبيقه على كافة الأبنية الحديثة لترشيد استهلاك الطاقة ولتحقيق وفورات تساعد في مواجهة نمو الطلب المستقبلي على الطاقة.
وتستخدم المواد العازلة من الصوف الصخري على نطاق واسع في مشاريع بناء المنشآت الصناعية كعوازل متينة للحرارة والصوت، كما تتميز بخصائصها الفيزيائية الفعالة في مقاومة الحريق. أما الأنابيب المعزولة فتستخدم لنقل المياه المبردة والساخنة والغاز والمواد الأخرى المستخدمة في إنشاء المباني الصناعية والتجارية والسكنية، كما يعمل العزل الحراري أيضاً على حماية وسلامة المبنى من تغيرات الطقس والتقلبات الجوية.
ومن المتوقع أن يؤدي تطبيق العزل الحراري في المباني واستخدام مكيفات عالية الكفاءة إلى خفض نحو 40 جيجاوات ساعة سنوياً، ينتج عنه خفض في فواتير المستهلكين يقدر بنحو ملياري ريال في السنة، وسيوفر على الاقتصاد ما لا يقل عن سبعة مليارات ريال سنويًا، كما سيؤدي إلى خفض استهلاك الوقود بما يعادل 30 مليون برميل سنوياً.
كما تبيّن الدراسات العالمية أن التكاليف الإضافية لعزل جدران وسقف وأرضية المبنى تتراوح بين 3 و5 في المائة من الكلفة الأساسية لإنشائه، وأن التكاليف الإضافية لاستعمال النوافذ المزدوجة لا تتجاوز واحدا في المائة من الكلفة الأساسية للإنشاء، في حين أن عزل الجدران والأسقف يساعد في توفير حوالى 35 في المائة من الطاقة المستعملة للتكييف.
كما تشير الدراسات المحلية بالمملكة إلى أن الحرارة التي تنتقل عبر الجدران والأسقف في أيام الصيف تقدر بنسبة تتراوح بين 60 و70 في المائة من الحرارة المُراد إزاحتها بأجهزة التكييف. أما البقية فتأتي من النوافذ وفتحات التهوية، وهنا يأتي دور المواد العازلة في توفير الطاقة وتقليل الحرارة في المبنى.