DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تعلمنا فانقسمنا

تعلمنا فانقسمنا

تعلمنا فانقسمنا
بدءا من الصف الأول الابتدائي ونحن نتعلم أصول ديننا فعرفنا : أركان الإسلام، وعرفنا ما هو الإسلام وعرفنا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وتعلمنا كيف نتوضأ للصلاة، ومتى وكيف نصوم، وتدرجنا في باقي المراحل الدراسية ندرس التوحيد والفقه والتفسير والحديث ونقرأ القرآن الكريم ونحفظه. وتعلمنا أن السارق تقطع يده والقاتل يقتل والكاذب في النار والواشمة ملعونة، والراشي ملعون.. كثير كثير ما تعلمناه من صفحات الكتب التي لم تعلمنا سوى الفرض والعقوبة في العبادات، ولم نجد من يعلمنا الأخلاق وجزاءها بالحب من الله. فالله كما يغضب منا وينزل بنا العقاب يحبنا ويجزينا بحبه لنا، ولم نجد من يعلمنا يوما عن الحب في الله ولله، ولم نعرف شيئا عن التسامح. تعلمها بعضنا من بيته أو من نفسه عندما كبر واستقل بفكره، تلك الكتب لم تعلمنا معنى التوافق والتعايش وتجنبوا في كتبهم آيات كثيرات من كلام الله !! ولم يحدثونا عن الخلوة مع الله بدون رقيب ولكننا سمعنا كثيرا عن خلوة المرأة بالرجل فقط سمعنا وحفظنا كثيرا كثيرا حتى تميزنا عن دول العالم الإسلامي كله بما لدينا من مناهج دينية. وصار ثابتاً في عقول كثير منا أن تميزنا بتعدد المناهج الدينية يتبعه التميز في فهم الدين والعمل به، ولكننا حين كبرنا وخرجنا إلى الشارع وتعاملنا مع الناس وتعرضنا لمواقف كثيرة في العمل وبعض البيوت رأينا خلاف ذلك تماما، رأينا الكره، ورأينا السرقة، ورأينا الفسق، ورأينا الكذب، ورأينا كل ما يخالف جل ما تعلمناه .. وزاد الأمر سوءا. عندما انقسمنا إلى فريقين بعد أن كبرنا : قسم يقرأ وقسم يستمع، من يقرأ ويتحدث لا يقول إلا ما يناسبه، ومن يستمع يسمع كل شيء وعليه ألا يسأل ولا يناقش فقط عليه أن يعمل وينفذ. وعندما تجاوزنا هذه المرحلة وبدأ المستمع يطلب كتابا لنفسه ليقرأ هو ويفهم ويحلل ويستنتج بدأ الطرف الثاني يغضب، فحقوقه تنتهك ولا يصح أن نناقشه ! والجريمة النكراء في حقه لو قلنا له : أنت مخطئ في هذا الأمر حتى وصلنا إلى اليوم الذي صرنا نمشي في خطين متوازيين لا يلتقيان مع أن أهدافنا واحدة في خطوطها العريضة.. ولكنها مختلفة جدا في التفاصيل يدخل فيها بيننا شياطين الإنس والجن من الطرفين، فذلك يروع القلوب والعقول بالنار حتى ولو كان ذنبك أن قدمت رجلك اليسرى على اليمنى في خطاك، والآخر يشوه عقائدنا الثابتة بأفكاره الشيطانية!! ماذا بقي لنا بعد ذلك؟ بقي لنا الشتات وأصوات تتعالى في كل وقت وعلى كل أمر صغر أو كبر وخلف تلك الأصوات عشرات - بل آلاف - زاغت أفئدتهم وأبصارهم فاختاروا الانكفاء على ما لديهم من حسن أو قبيح وآثروا التخفي والإيلاغ في الكذب والرياء والمصانعة للبشر ناسين كل ما تعلموه من قواعد التوحيد والفقه والحديث والتفسير. كيف لا يكونون كذلك وهم يرون نجومهم البشرية يلفظون من القول ما لا ينفع بعد قراءتهم قول الله عز وجل : (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) وقوله تعالى : (وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). لماذا يفعل ذلك؟ هل لأن له حكما ورأيا يخالف ما يراه لنا الله ؟ اليوم هم لا يقولون قولا لينا ولا يريدون أن نتذكر أو نخشى، هم يريدون أن يجبروك على أن تتبدل ما بين دقيقة وأخرى، وهم أيضا قادرون وعالمون فيصدرون أحكاما، فذاك كافر وذاك مهتد.!! هل نحتاج الى مرايا عاكسة ضخمة توضع أمام مجتمعنا كله ليرى ماذا يفعل بنفسه ؟ حتى يجد علاجه بنفسه دون أن يملى عليه ذلك. * كاتبة