انتقل إلى رحمة الله ظهر يوم الخميس من الاسبوع الماضي محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي.
توفي المزروعي، ورفيقه الفندي محسن راشد المزروعي، إثر حادث مروري وقع ظهر يوم الخميس الأسبوع الماضي، في مسقط رأسه بمدينة زايد في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي.
ويُعتبر المزروعي من أبرز الشخصيات الثقافية على مستوى الخليج والعالم العربي؛ نظرًا لدوره البارز في العمل الثقافي والإعلامي، خصوصًا من خلال دوره التأسيسي في مسابقتي “شاعر المليون” و”أمير الشعراء”، والمعرض الدولي للصيد والفروسية، وغير ذلك من الأنشطة الثقافية والتراثية.
وقد عرف “مجلس” محمد خلف المزروعي في منزله في أبوظبي أنه من أشهر المجالس التي يجتمع فيها رواد الشعر والأدب والثقافة من كافة الوطن العربي.
وقد احدث خبر رحيله صدمة كبيرة في الساحة الثقافية الإماراتية بصفة خاصة والخليجية بصفة عامة، حيث عبر عدد كبير من الادباء والشعراء الذين عاصروا المزروعي عن حزنهم العميق وتذكروا مناقب الفقيد ودعوا له بالرحمة والمغفرة.
الراحل محمد خلف المزروعي كان مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وقد شغل منصب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كما شغل سابقًا رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام.
ولد في مدينة زايد في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، وأكمل تعليمه الدراسي في المدارس الحكومية للإمارة، وتابع دراسته في الولايات المتحدة لمدة 5 سنوات، وتخرج بعدها بدرجة الماجستير في الإدارة من ولاية أوريغون. وكان عضوًا فعّالًا في اللجنة المنظمة للمعرض الدولي للصيد والفروسية الدولي، وأسّس مجلة الصقار الخاصة بالصيد والفروسية. وكان عضوًا في صقاري الإمارات، وأدار أعمالًا ثقافية وإعلامية ذات صلة بالتراث والثقافة.
يتمتع المزروعي بصداقات قوية مع أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، ومن هواة الصيد والفروسية والإعلاميين والصحافيين والشعراء، والمختصين بثقافة الصيد والفروسية والمقناص، بالإضافة إلى معرفته بإدارات المنتديات الثقافية والأدبية والعلمية.
آخر كلمات المزروعي كانت في يوم العلم، حين دعا أبناء الوطن إلى الاعتزاز بوطنهم ورفع علمهم عاليًا، رمزًا للازدهار.
من أهم الأعمال التي قامت بها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في عهد المزروعي: “برنامج شاعر المليون” و”أمير الشعراء”، اللذانِ ترعاهما حكومة أبوظبي وتشرف عليهما هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.. هذا فضلًا عن “أكاديمية الشعر العربي”، وهي أول أكاديمية مختصة في المنطقة تعنى بدراسات الكتب وجدوائية النقد وتأريخ الموروث”.
كما عمل على مشروعي “كلمة”؛ لترجمة الكتب والأعمال العالمية باللغة العربية، ومشروع “قلم” لرعاية المواهب الإماراتية الشابة، وكذلك “مهرجان الظفرة لمزاين الإبل” و”مهرجان الظفرة لمزاين الرطب”، إلى جانب الكثير من الأعمال في مجالات أدبية وثقافية وتراثية أخرى.