عنوان ملفت لمجال حيوي استحق أن يكون موضوعا لملتقى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لهذا العام، والملتقى يعقد سنويا في الشارقة تحت مسمى ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي. وعقدت الدورة الخامسة منه نهاية الشهر المنصرم وشارك فيها ممثلون لجميع دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى العراق واليمن، كما حلت المملكة الأردنية ضيفة شرف لهذا الملتقى. تناول الملتقى محاور عديدة، يمثل كل منها مجالا هاما في ثقافة طفل اليوم، فمن ثقافة الطفل والفضاء الإلكتروني الذي أصبح يكتنف طفل اليوم كوسيلة هامة في ثقافته تظل محل جدل كبير بين المشجعين والمعارضين، إلى الإعلام الذي يشكل رافدا غزيرا لثقافة الطفل حيث تنوعت وسائطه وتطورت بدخول التكنولوجيا، كما اهتم الملتقى بأدب الطفل وخصص له ثلاثة محاور، بحث أولها تحول الأدب من التراث إلى الخيال العلمي، هذا الشكل الأدبي الذي يفتقر إليه أدب الطفل العربي، ودار ثانيها حول الأدب ومستقبل اللغة العربية كمكون جوهري لثقافة طفل اليوم يرتبط ارتباطا وثيقا بهويته، وبرز مسرح الطفل في محور خاص نوقش فيه كأداة للتكوين، وعمل الباحثون على توثيق مسيرة المسرح في الخليج العربي، كما قدمت تجارب مسرحية في أدب الطفل ونوقشت المعوقات التي تقف دون وجود مسرح ناجح في المنطقة.
بالإضافة إلى مناقشة هذه المحاور ببحوث علمية قدمها أكاديميون، حرصت أمانة الملتقى أيضا على أن تعرض تجارب كتاب مخضرمين في أدب الطفل العربي جاءت تجاربهم ثرية وأضافت للملتقى. وكان من بين هؤلاء قاصون، شعراء وكتاب مسرحيون.
وشغلت صحافة الطفل في الخليج حيزا بارزا في الملتقى، إذ قدم المشاركون تجارب مجلات خليجية خاصة بالطفل، مثل مجلة ماجد التي حققت انتشارا واسعا على الصعيد الإقليمي، وواكبت تطورات العصر مع مراعاتها احتياجات الطفل الثقافية، فلاقت نجاحا ملفتا. ومن المجلات التي ركزت عليها الجلسات مجلة مكي والشرطي الصغير وعدد آخر من الدوريات أبرزها مجلة صديقات التي خصصت للفتيات من سن 10-16، لتسد بذلك حاجة ماسة لمجلة خاصة باليافعات.
ويبقى أن نبارك لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات اختياره ثقافة الطفل موضوعا لملتقى الإبداع الخليجي الخامس، فما أحوجنا إلى تضافر الجهود من أجل الاهتمام بالطفل وثقافته، وذلك بقيام المؤسسات الثقافية في دول الخليج والمنطقة العربية عامة بإعداد برامج مدروسة تتبناها المؤسسات التي ترعى الطفولة، وتلك التي تقوم على الثقافة والأدب. هذا ما جاء في إحدى التوصيات التي خلص إليها المشاركون، إذ أوصوا بإنشاء هيئة أو مؤسسة خليجية تعمل على رعاية الطفل والقيام على قضاياه، ورغم أهمية هذه التوصية إلا أن تشكيل هيئة تعنى بثقافة الطفل وأدبه هو المشروع المأمول والمرجو من الاتحاد، إذ انه المؤسسة التي طال انتظارها.