التنظير أمره يسير، وما أكثر المنظرين الذين يقولون ما لا يفعلون، لأن التطبيق إلزام للنفس بما يفترض أن يكون عليه الجميع. لذا، فإن المنظر لا يعتبر قدوة ما لم يتبع تنظيره بفعل يقتدي على أثره المتلقي. فالأب حينما يوجه أبناءه بقوله يجب أن نفعل هذا ولا يجب أن نفعل ذاك، ويسرد عليهم قائمة الأوامر والنواهي، إنما هو في هذه الحالة لا يعدو كونه منظراً، لكن حينما تظهر أثر هذه الأوامر والنواهي على سلوكه، فإنه وبلا شك يكون قدوة لهم.
وإذا اعتاد الأبناء تنظير الأب من غير تطبيق، فإنهم سيعتبرون الالتزام بالقواعد العامة لا تعدو أن تكون مثالية فقط، يحسن الحديث عنها دون التطبيق.
ولأن السلامة سلوك حضاري ملزم وليس اختياريا، فإنه يجب أن يكون فيه الراعي قدوة قبل أن يلقن أبناءه هذا السلوك، فقيادة الأب الملتزمة بقواعد السير، والمحترمة لقوانين المرور؛ إنما هي دروس تطبيقيه لها أكبر الأثر على نفوس الأبناء سواء في صغرهم أو في كبرهم عندما يكونون آباء المستقبل، وهكذا ينتقل هذا السلوك الحضاري من جيل إلى جيل.
إدارة أعمال الأمن الصناعي بالرياض