DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

النزيل في جلسة مناصحة

حكايات مبللة بدموع الندم خلف أسوار دار الملاحظة بالدمام

النزيل في جلسة مناصحة
النزيل في جلسة مناصحة
أخبار متعلقة
 
ها هي حلقات الندم تتوالى لتطل هذه المرة من نافذة ثالثة على ضحية أخرى من ضحايا قرناء السوء وتنقلنا إلى أعماق حزنه ، وإلى تناهيد ندمه ، وربما هذه القضية مؤلمة نوعاً ما عن سابقتيها . ذلك أن ضحيتها أدخل دار الملاحظة في الدمام مرتين ، ففي المرة الأولى لم يمكث طويلاً ، أما في هذه المرة فعقابه رادع ومؤلم بقدر الألم النفسي الذي تركه في ضحيته ، هو شابٌ لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره وقع هذه المرة في حبال الجرائم الأخلاقية، فما الذي فعله هذا الشاب ؟ ألم وحسرة : يقول «ش. ن» لا أعلم كيف لي أن أتجرأ وأطرح مثل هذه القضية في الإعلام؟ فالألم الذي أعيشه منذ دخولي الدار كبير والحسرة التي أتجرعها مؤلمة والسمعة التي خلفتها لنفسي تقتلني كلما تذكرت فصول هذه الجريمة البشعة . ويضيف : كنت أعيش في أسرة متوسطة الحال بين إخوة كبار ، وكان الحبل مفلوتاً لي على الغارب ، فأنا شاب مراهق اعتقدت جهلاً مني أنني أصبحت رجلاً مستقلاً أدير شؤوني بنفسي ، وكم كنت أتخاصم مع أخوتي ووالدي جراء تدخلهم في شؤوني الخاصة ، لا سيما فيما يتعلق بالسهر خارج المنزل وقضاء أوقات طويلة في المتنزهات مع زملاء لي في الحارة التي أسكن فيها . وللأمانة كنت محافظاً نوعاً ما على الصلاة وحريصاً على دراستي فأنا شاب في الصف الثالث الثانوي وأريد أن أتخرج أسوة بزملائي وإخوتي لكي ألتحق بالوظيفة. وعن القضية التي جرّته إلى داخل أسوار الدار يقول : بكل أسف قضيتي أخلاقية ، فقد اغتصبت أحد أبناء الحارة وحاولت إلحاق الأذى به بآلة حادة والتي اعتبرت فيما بعد شروعاً في القتل ، وفعلت ذلك لكي لا يعلم أحد بالقضية ، وما دعاني إلى محاولة طعنه هو أنه فتى خاضع لي في كل ما أطلبه . وقد مكنني من نفسه عدة مرات ، وفي المرة الأخيرة بدأ يقاومني ويبكي ويهددني بإخبار أسرته ، وفي لحظة لا شعورية قمت بضربه بالآلة الحادة وهربت، وما هي إلا لحظات حتى وصل الخبر لأسرتي وأسرته ، ما جعلني أفكر في السفر والهروب من المنطقة، لكن باءت كل تلك الأفكار بالفشل، حيث تفاجأت بالدوريات الأمنية وقد حاصرتني من حيث لا أعلم وألقت القبض علي لينتهي بي الحال في دار الملاحظة للمرة الثانية . ويضيف قائلاً : إن قضيتي من أسوأ القضايا التي لا يمكن لأحد أن يشفع فيها لأنها أخلاقية، إضافة إلى أنها ليست الأولى، بل سبقتها قضية أخرى مختلفة أدخل إثرها الدار . قرناء الشيطان : وعندما سألناه عن الدافع لارتكاب جريمته النكراء قال : لقد أوقعني فيها الشيطان ثم زملاء السوء ، فلا أخفيكم سراً إذا قلت : إن جميع من أتعرف عليهم وأزاملهم واقعون في قضايا اللواط ، وبعضهم تخرج في المرحلة الثانوية والبعض الآخر انتقل من الحارة وبعضهم أودع السجن العام بحكم أنه أكبر مني سناً . وقد تعلمت منهم منذ صغرنا هذه الجرائم البشعة ، وربما لخضوع المفعول فيه دور كبير في استمرار هذه المشكلة ، وأقول ذلك لأني عشت هذه المشكلة، حيث إن الطرف الآخر كان يمكنني من نفسه بمقابل مالي نظراً لظروفه المادية وظروف أسرته الصعبة . فالضحية فتى لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره وكنت أزين له حب المال وأعطيه مقابل تمكيني من نفسه، وما جعلني أتمادى في الخطأ هو عدم مقاومته وممانعته لي فكنت أذهب إلى مكان تجمعه مع زملائه وأناديه فيأتي خوفاً مني وحباً في المال . وفي المرة الأخيرة أخبرني بأنه لن يمكنني من نفسه لأن زملاءه اكتشفوا الأمر وأصبحوا يعيرونه بهذه الفضيحة، إلا أنني استدرجته بطريقة مخادعة واختليت به ، وقد قاومني في البداية لكنني ضربته إلى أن بكى فمكنني من نفسه وهو يبكي ، بعدها هددني بأنه سيخبر أسرته وسوف يشتكي إلى الشرطة الأمر الذي جعلني أفكر كثيراً في تبعات الشكوى وانتشار الفضيحة . ولا شعورياً أخرجت سكيناً وطعنته بها وهربت، وكنت أظن أن القضية ستنتهي لكن - للأسف الشديد - عدت مرة ثانية إلى الدار ، وعن أول يوم له في الدار يقول الشاب : هو أسوأ يوم مر علي في حياتي ، لأنني كنت أتجرع المرارة عندما تزورني أسرتي في المرة الأولى وأخجل من نفسي في تلك الفترة ، فكيف بي أن ألتقي بهم في هذه المرة والجريمة أبشع وأسوأ ؟! مثل الكلب : ويذكر أن أسرته امتنعت عن زيارته في الأسبوع الأول لانشغالها بمطالبة الطرف الآخر بالتنازل ، وفي الأسابيع الأخرى بدأت تزوره ووجهه يقطر خجلاً وندماً، حيث يصف ذلك بقوله : لقد كنت أحسب ساعة الصفر التي سألتقي فيها بأمي وإخوتي عندما يأتون لزيارتي لأنني لا أطيق أن أجعل نظري في نظر والدتي وقضيتي أخلاقية ! أما إخوتي فقد كنت أرى من خلال ملامح وجوههم الغضب الشديد وربما التهكم والتذكير بالنصائح الماضية حتى أن أحدهم قال لي :« لولا إصرار الوالدة على الزيارة لتركناك هنا زي الكلب». وفي الواقع أنني أعذرهم الآن لأنهم كانوا يخشون من أن تأتي هذه اللحظة التي تدنّس فيها شرف العائلة ، أما والدي فقد كان لا يزورني في الفترات الأولى وكنت أعلم من والدتي أنه سيموت من القهر وسينفجر من الغضب ، لأنه طالماً نصحني بألا أكون سبباً في المساس بسمعة الأسرة ، ذلك أنه قد تلقى شكوى سابقة من ولي أمر آخر يفيد بأنني أتحرش بابنه ، فقام بضربي وقال لي : " لا تسوّد وجهي ولا تجعلني أترجّى اللي يسوى واللي ما يسوى " وهأنا - للأسف الشديد - أوقعته فيما كان يخشاه وتخشاه كافة الأسرة. أمل جديد : وعن شعوره وهو يدخل الدار للمرة الثانية يقول «ش.ن» : لا شك أنه شعور مؤلم وأكثر من مؤلم ، ولا أخفيكم أنني أكاد أموت من الحسرة ، لكن - ولله الحمد - وجدت في الدار الملهيات الكثيرة التي تعطيني الأمل في بداية جديدة للحياة لا سيما أنني شاب منتظم في الدراسة وتقديري جيد جداً ، وأطمح لأن أتجاوز هذه المحنة وأعيش كبقية الناس خارج أسوار الدار . وما جعلني أكون أكثر تفاؤلاً هي النماذج التي دخلت الدار وخرجت وقد عقدت العزم على التغيير وأعرف منهم زميلاً يعمل موظفاً الآن ، فمشكلتي فعلاً مؤلمة لكنها ليست نهاية الطريق . وعن قضاء يومه في الدار يقول : لا أختلف كثيراً عن زملائي فأنا أصحو لصلاة الفجر كما يصحو الجميع وأصلي وأنتظم في حلقة التحفيظ ، وأجهز كتبي للذهاب إلى المدرسة . وهناك في المدرسة التحقت بـأكثر من جماعة للاستفادة من وقتي ، وبعد العودة من المدرسة أتغدى ثم أنام إلى أن يؤذن لصلاة العصر ، وبعد الصلاة يتوزع الأحداث على الأنشطة المختلفة ، فمنهم من يذهب للنشاط الرياضي ومنهم من يذهب إلى المكتبة لا سيما إذا كان هناك واجب منزلي من قبل المدرسة يتطلب الذهاب لمكتبة الدار والبحث هناك . أما أنا فأستغل وقتي في تعلم الحاسب الآلي لأني كنت لا أفقه فيه شيئاً والآن - ولله الحمد - أنهيت دورة الكتابة على الوورد وغيرها من دورات الحاسب الآلي . كما أنني حريص كل الحرص على ما تقدمه الدار من برامج تثقيفية من خلال الأكاديميين الذي يزورون الدار ويقدمون عدداً من الدورات في فن الحوار وطرق التخلص من الضغوط النفسية . إضافة إلى بعض المشايخ الذين يحضرون للوعظ والاستفادة من الفترة التي يعيشها الشاب في الدار لتصحيح الأخطاء والعمل على بدء حياة جديدة من خلال بوابة طاعة الوالدين والالتزام بتعاليم الدين التي تنهانا عن المنكر والسعي الى مواصلة الدراسة ونسيان النقطة السوداء في حياة النزيل وعدم الاستسلام لها . الكمبيوتر صديق دائم نزلاء يمارسون لعبة البيبي فوت خلال إحدى الاحتفاليات