هذه المسألة تثار دائما في مسألة كتابة القريب للقريب، فالانطباع سيكون أن القلبَ سينطق أكثر من العقل، وأن العاطفة ستفوق المحايدة في الرأي.
والرأي فيه منطق؛ لكن ما ذنب القريب إن كان متفوقا ناجحا ويؤدي عملا رائدا وخيّرا وخيريا وطموحا كي يمتنع قريبه عن التعرض له أمام الناس كما يتعرض لباقي العاملين الاجتماعيين النابهين؟
واستقر رأيي مطمئنا أن أتحدث عن شخصية عامة واضحة النجاح وهي شقيقتي نعيمة عبدالرحمن الزامل رئيس مجلس إدارة جمعية "ود" ونبع هذا الاطمئنان أن أسرد عنها سيرة مختصرة جدا بأدلة شاهدة، وأن من يجد غير ذلك ويثبته فله كل الحق أن يلوم ما وسعه اللوم .
نعيمة هي صديقة عمري، ولا أظن أن صديقا وصل لمستوى صداقتي معها، بغض النظر عن كونها شقيقتي، عشنا معا لا نفترق صغارا إلا اذا كنتُ أقرأ كتابا أو استغرق في الرسم، وهي تكون مشغولة بعمل تطوعي على حجم الجيرة وما جاورها مع الوالدة نورة السحيمي، وجدتي يرحمها الله رقية الخنيني.
لم يتوقف اهتمام نعيمة (أم تمام) وولعها بالعمل التطوعي، فهي مشاركة دوما في عمل مع لجنة أو جمعية، على أنها توجت أعمالها بنتاج إنساني لفت الأنظار في داخل المملكة وخارجها . حيث تبنت واختارت مع سيدات فاضلات إنماء المجتمع البشري في مدينة الثقبة، وخصوصا في قطاعها الفقير وغير المتعلم، حيث سادت النشاطات غير المسموحة. ما فعلته جمعية "ود" في تنمية الإنسان والمكان صار أنموذجا يأتي لها المهتمون من الخليج وبلدان عربية . وامتدت نشاطات نعيمة في المشاركات بالمؤتمرات والقاء كلمات عن تجربتها في محافل محلية وخليجية وعربية، وهي تخطط مع مهتمين لعمل خليجي مشترك .
عادت الثقبة لتكون زهرة جميلة بعد أن كانت في بعض أجزائها شوكا يوجع الناس حولها ويوجع أهلها أنفسهم، ولم تكن هذه التطويرات رحلة سهلة، بل كانت وعرة وغير مرصوفة، وتختبئ في الأركان المفاجآت.
الإيمان بأن الله مع العاملين، ثم بعزم نعيمة الإيجابي وثباتها، مُهد الطريق، وعلى حواشيه صُفت الأزهار .