DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

انتقال السلطة في المملكة والدروس المجانية

انتقال السلطة في المملكة والدروس المجانية

انتقال السلطة في المملكة والدروس المجانية
الساحة التي يروق لأعداء الوطن العبث واللهو فيها، وتلفيق الأكاذيب وصناعة الأفلام الهزلية من خلالها كانت هي ساحة انتقال السلطة في المملكة من جيل الأبناء إلى جيل الأحفاد، وإثارة الزوابع حول هذه القضية في محاولة بائسة ويائسة للنيل من استقرار هذا الوطن، والتشكيك في استمرار رخائه، إلى جانب الرغبة في هز الثقة في بنيانه السياسي، كان هنالك عدد من الوسائل الإعلامية الرخيصة، وعدد من المنابر التي تخصصت تقريبا في العمل داخل هذه الساحة، وظلت توزع الأكاذيب والقصص الوهمية، والسيناريوهات التي نضحتْ بها قلوبهم المريضة، في وقت لم تكن فيه القيادة السياسية في المملكة تعير هذه التخرصات أي اهتمام، ولم تكلف نفسها عناء الرد عليها، لثقتها أولا بنفسها وبنظامها السياسي، ثم ثقتها في شعبها الذي اعتاد أن يسمع مثل هذه النغمات النشاز، وبوضوح أشد كلما انتقلت السلطة من قائد إلى آخر. وعندما حان الوقت الطبيعي صدر الأمر الملكي الكريم من لدن مهندس السياسة السعودية، ومستشار الملوك، وملك البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والذي اقتضى مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وتسميته وليا لولي العهد، كأول أحفاد الملك المؤسس وصولا إلى هذا الموقع، ليُخرس بذلك كل تلك الأفواه التي تنبعث منها أبخرة العفن والحقد، وليقطع تلك الألسن البلهاء التي ظلت تعزف على وتر مقطوع من الأساس بحكمة قيادات هذه الأمة، وانحيازها دوما إلى بناء مستقبل وطنها في أجواء هادئة، هي بالتأكيد الوسم الثابت والمعروف لكل عملية تداول للسلطة في هذا الوطن. كما كان لتلك الصور المعبرة التي التأم فيها شمل الأسرة الحاكمة بالأسرة الشعبية في احتفالات المبايعة دور الصفعة الصاعقة على وجه ذلك الإعلام الرخيص وأدواته، والذي أصيب بالدوار، وفقدان التوازن، وتخبط الذاكرة، حتى لم يعد يجد ما يقوله، بعد أن ركّب على مدى سنوات من الأفلام والقصص ورددها حتى صدّقها، قبل أن تأتي الوقائع الدامغة لتسكب عليها كأسا من الماء البارد وتُذيبها في لحظة واحدة، ليظهر للعالم كله ما تحتها من الوجوه القاتمة والمشوهة بالأحقاد، ثم لتنطفئ فجأة كنار الهشيم بللها وابل من السماء، بعدما لم تجد ما تبرر به لمن كان يُنصتُ إلى أكاذيبها وتُرّهاتها الصبيانية. ولعل أجمل ما في هذه المشهدية الحاسمة، أنها أهملت تلك الأبواق، وتركت لها الساحة كلها لتسمع أصداء أصواتها، وتُصدّق أضاليلها، وتُمعن في تسويق تلك المسرحيات والأباطيل، لتغتنم اللحظة المناسبة لتأخذ قرارها الطبيعي في مكانه وزمانه، ولتدفع أولئك دون خيار منهم لأن يظهروا أمام متابعيهم بكل عُريهم وقبح مقاصدهم، وهشاشة أكاذيبهم، وليس أجمل ولا أبلغ ولا أنبغ من أن يأتي الرد الحاسم بشكل عملي، وبهذه الصورة المشرفة التي سجلتْ أمام العالم، وفي بريده أعمق الرسائل التي تؤكد أن هذه البلاد هي وحدها من يعيش الربيع الحقيقي على مدى كل فصول السنة، وأنها وحدها قيادة وشعبا من يعرف ويرى ويبصر شكل المستقبل، وأنها وإن فقدتْ قيادة عظيمة في وقت من الأوقات فإنها تظل بيد قيادة عظيمة أخرى، ثم إن المعيار الذي تُدير به منهجها في الحكم، وتداول السلطة، لا ينطلق من تلك الحسابات الرخيصة والمغانم الشخصية التي يفهمها ذلك الإعلام المأزوم، وإنما هو معيار أخلاقي قوامه مصلحة الوطن، وضمان مستقبل هذه الأمه، وهذا ما ترجمه سلمان بن عبدالعزيز بلغة واضحة في تلك الأوامر الملكية الكريمة التي أخرستْ كل أصوات الناعقين، وأرغمتهم على دس رؤوسهم في الرمال، بعد أن لقنتهم عديد الدروس المجانية في رفعة الحكم والحكمة، وليبقى هذا الوطن عزيزا شامخا بقياداته الفذة والحكيمة التي تترفع عن المزايدات، ولا تدع مجالا إلا للحقيقة التي تحالفت معها، وبمواطنيه الأوفياء الذين يعرفون في من يضعون ثقتهم عندما رددوا بصوت واحد (سمعا وطاعة).