شهدت أسعار الأسماك بالمنطقة الشرقية ارتفاعا ملحوظا خلال الايام القليلة الماضية؛ نتيجة تراجع المعروض بنسبة تصل إلى 30 % بالمقارنة مع حجم المعروض الاسبوع الماضي.
وأرجع متعاملون في سوق الاسماك المركزي بمحافظة القطيف أسباب التراجع الى العوامل الطبيعية الناجمة عن هبوب الرياح التي سيطرت على اجواء المنطقة خلال الايام الثلاثة الماضية، الامر الذي ساهم في توقف بعض المراكب عن الابحار، وبالتالي عدم القدرة على تغذية السوق بالكميات المطلوبة، مشيرين الى ان العامل الآخر يتمثل في عدم جاهزية عشرات المراكب لممارسة صيد الاسماك، خصوصا وأنها كانت تمارس صيد الروبيان خلال الاشهر الستة الماضية، حيث بدأ حظر صيد الروبيان منذ يوم الاحد الماضي، الامر الذي يتطلب عدة ايام للتحول دون ممارسة صيد الاسماك مجددا.
وقال محمد المحيشي "متعامل": إن المعروض في سوق الاسماك بالجملة سجل تراجعا ملحوظا خلال الايام القليلة الماضية، مشيرا الى ان العديد من الاسماك الجيدة تراجع حجم معروضها بشكل لافت، الامر الذي ساهم في ارتفاع اسعارها كثيرا، مؤكدا أن الاسعار مرشحة للعودة للمعدلات الطبيعية بمجرد زوال الاسباب المؤدية للارتفاع، مضيفا: إن سمك الشعري على سبيل المثال وصل الى 560 ريالا مقابل 400 ريال للمن "16 كيلو (40 %)، فيما صعد سعر الصافي إلى 650 ريالا مقابل 600 ريال للثلاجة "32 كغم" (10 %)، فيما ارتفع سعر سمك السبيطي الى 600 ريال مقابل 480 ريالا للمن (25 %).
بدوره، أرجع عيسي الصويتي "صياد" تراجع معروض سمك الكنعد لتزامن الايام القليلة الماضية مع منتصف الشهر الهجري، فأسماك الكنعد يصعب صيدها في مثل هذا الوقت؛ نظرا لانعكاس ضوء القمر على شبكات الغزل مما يسهم في ظهور ألوان، وبالتالي يجعل اسماك الكنعد تهرب ويصعب صيدها، مبينا أن سعر الكنعد وصل الى 800 ريال للمن في الوقت الراهن، فيما وصل سعر الهامور الى 1000 ريال، بينما وصل سعر سمك السمان الى 900 ريال للمن، فيما وصل سعر العندق الى 600 ريال للثلاجة "32 كغم".
وحول أسعار الروبيان بعد سريان حظر الصيد في مطلع فبراير الجاري، اوضح ان السعر وصل الى 1800 – 2000 ريال للثلاجة "32 كيلو" في اليوم الاخير لبدء سريان الحظر، مضيفا: إن الاسعار مرشحة للارتفاع في الايام القليلة القادمة، حيث ستعمد بعض الشركات لطرح المخزون في الاسواق لكسب المزيد من الارباح، اذ تقوم بتخزين كميات كبيرة طيلة فترة الموسم بهدف البدء في تسويقه مع بدء فترة الحظر التي تستمر لمدة 6 اشهر.
من جهتها، اوضحت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار الأجواء الحارة في المنطقة الشرقية، ونشاط الرياح الجنوبية امس الأربعاء، مشيرة الى تحولها إلى شمالية غربية خلال يوم امس، وتسجل الحرارة تراجعا طفيفا خلال اليومين القادمين، ثم تنتقل إلى معدلات مرتفعة الأسبوع المقبل، حيث تلامس 30 درجة عند الظهيرة ومتوسط 12 مئوية ليلا، وتغطي السحب العالية سماء المنطقة بشكل جزئي حتى يوم الجمعة وتظل الرطوبة في الحالات غير المستقرة وتميل إلى الارتفاع غالبا، فيما تعمل التيارات الهوائية الجافة على انخفاض نسبتها، وبالتالي التأثير في الاحساس بدرجات حرارة أقل من المسجلة.
وأوضح الدكتور خالد الزعاق رئيس مرصد الدراسات الفلكية والجيوفيزيائية، أن هذه الأيام تمثل مرحلة ارتخاء مناخي، أو فتور في التصارع الجبهي بين المرتفعات الشتوية الباردة والمنخفضات الدافئة، بما يسمى بـ(بذرة الست).
وأضاف الزعاق: "نحن على أعتاب موسم ذي مزاج مكفهر، وهو موسم العقارب الذي سيحل علينا يوم غد الجمعة، وأحيانا يغازلنا بلطف جوه ونعومة ملمسه، ويجب أخذ الاحتياطات الكافية من المتغيرات الجوية القادمة".