DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أبواب مختلفة للخير

أبواب مختلفة للخير

أبواب مختلفة للخير
(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) لا شك أن اعمار المساجد المقصود بهذه الآية هو اعمارها بالصلاة وبالذكر وبالدعاء، وهذا كله يعمر القلب بالإيمان ويربي في النفس كثيراً من أسباب الصلاح والهداية، وبعد ذلك عسى أن يكونوا من المهتدين. ولكن يبدو أن بعض الاشخاص يفهمون أن الإعمار هو البناء فقط ولهذا صار كثير منهم يسعى لبناء المساجد في حياتهم أو يوصون بها بعد وفاتهم. ويسعون لكسب الأجر من بناء المساجد التي يجتمع فيها الناس للعبادة، ولكن ما يلفت النظر أن هذا الإعمار المادي سيكون أجره عظيماً حتى لو لم يكن لبناء مساجد كبناء البيوت على سبيل المثال وذلك عندما تكون النية معقودة للتفريج عن الناس الذين لا يملكون المال لبناء منزل ويعانون طوال حياتهم من دفع الإيجار أو من التنقل من شقة إلى أخرى. الجميع يعلم أن كثيراً من الناس في أمس الحاجة لهذا السكن ولكن مازال الأثرياء من الناس يفضلون بناء مسجد في أي مكان على إنقاذ أسرة كاملة من عناء كبير. وعندما أقول : في أي مكان فهذا لأن كثيراً منهم لاينتقي منطقة خالية من المساجد ولهذا نرى المساجد كثيرة جداً ومتقاربة جداً في معظم أحياء المناطق وتفوق الحاجة حتى صارت أعداد المصلين لا تتجاوز صفاً واحداً في كثير من الصلوات. وسبق أن أشرت إلى هذا التقارب بين المساجد في الأحياء وضربت مثالاً بالحي الذي أسكنه والذي احتلت فيه ثلاثة مساجد مواقع لا تبعد عن بعضها بعضا أكثر من خمسمائة متر!! وقبل فترة فوجئت بسور خشبي يعلن عن بناء مسجد ما في هذا الجزء من الحي نفسه. بدت المساحة المخصصة للبناء تكفي لبناء ستة منازل من الحجم الصغير أو عمارة تتكون من بضع شقق قد تختصر كثيراً جداً من حجم الشقاء الذي تعيشه بعض الأسر المحتاجة لسكن، فلماذا لا يفكر من أكرمهم الله بالمال أن يطرقوا ابواباً مختلفة للخير ولن ينقص ذلك من أجرهم عند الله. إن بناء مساكن لمن هم في أمس الحاجة لها هو عمل جليل فيه من الخير ما فيه للطرفين. وهو أمر يتم عن طريق الشخص نفسه أو من ينوب عنه بعد وفاته فهو من يتحرى ويسأل ويتقصى أوضاع الأسر التي ينوي أن يقدم لها هدية العمر. منزل يضعون رؤوسهم فيه دون أن يأكلهم الهم بانتظار تدبير مبلغ الإيجار. مازال بعض من يتقنون فن الرسم الكاريكاتوري لا يتقنون تقديمه؛ لأنهم يفتقدون القدرة على اصطياد الفكرة الساخرة التي تؤثر على من يشاهد العمل ويقيمه من خلال تفاعله معه. اليوم لفت نظري رسم في إحدى الصحف قام على فكرة مستهلكة جداً، وهي أيضاً فكرة بغيضة بالنسبة لي كل ما فيها هو رسم لطفلين أحدهما يقول: أمي امرأة عصرية فيرد الآخر: أنا أمي ما تعرف من العصر الحديث إلا عصر جيب أبوي. حينما ظهر هذا الفن في القرن الخامس عشر كان الهدف منه ايصال الفكرة برسم مختلف وغير تقليدي لا يكتفي بالظاهر وإنما يعمل على إبراز البواطن دون أن تعضده الكلمات وذلك باستغلال فكرة ذكية يلتقط بها الفنان حالة ما أو شخصاً أو حدثاً، ويعمل على تكثيفها بالرسم الذي لا يكتفي برسم واضح وشبه تقليدي بل يجعل من كل خط في الرسم مصدراً يوحي بعشرات التعبيرات اللفظية التي تدور في عقل من يشاهد الرسم. أما اليوم فيقدم الرسم والتعليق بطريقة ساذجة جداً جعلت الرسم يخرج عن الأصل الذي قام عليه فلا الرسم يعبر عن فكرة مميزة ولا التعليق يقدم جديداً فهو مستهلك جداً! فهل تقديم هذه الفكره السخيفة عن سيطرة الأم على جيب الأب سببها أن الرسام يحسب أن الأهم هو استعراض موهبته في الرسم فقط وأن التعليق مجرد تحصيل حاصل؟ هل يكتفي بعرض موهبته التقليدية في الرسم ويلغي تماما فكرة أثر الكلمة؟ هذا ما يبدو من بعضهم. مع أن الرسم نفسه لا جودة فيه لأنه لم يقم على الأساس الصحيح للرسم الكاريكاتوري. * عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام