أتساءل هل ما يحدث اليوم في اليمن حرب؟ إن كل ما نراه وما نقرأه ينفي ذلك، وبخاصة ما يكتبه إخوتنا في اليمن على وسائل التواصل الاجتماعي. فالأمر بالنسبة لهم هو إنقاذ وعون. في الفيس بوك كان معظمهم يضعون صورة خادم الحرمين الشريفين، وفي تويتر فاجأنا صدقهم في تعليل الأمور والوقوف على الجانب الإيجابي من هذه الخطوة العسكرية، التي ما كانت لتحدث لولا أن الأمر في اليمن تجاوز ما يقبله العقل الذي سيطر على الدول بجوارها.
وقد كانت مواقف البلاد السعودية واضحة منذ البداية؛ لإنقاذ البلاد لا إنقاذ الأشخاص. العقل الذي فتح أبواب الحوار مرة بعد أخرى، وفي كل مرة تنكشف النوايا السيئة التي لا تريد باليمن خيرا. حتى جاء وقت صار للحوار لغة أخرى، عبر عنها وزير الخارجية سمو الأمير سعود الفيصل، رداً على علي عبدالله صالح الذي عاد يطلب الحوار من جديد، بعد أن دك صقورنا معاقل الحوثيين، الذين كانوا من ألد أعدائه وأعداء اليمن، ولكنه رغم هذا وضع يده في يدهم من أجله فقط! من أجل أطماعه ومن يؤيده ولتحترق اليمن وليحترق أجمل ما في اليمن -هذا ما قاله صالح لأعوانه-!! فلم تعد اليمن والإنسان اليمني أمراً يهتم له صالح، الذي لا يمثل نفسه فقط بل يمثل كل من باعوا اليمن بثمن بخس ليس الآن فقط، بل منذ سنوات أهدرت فيها الطاقات اليمنية وتعثرت خطوات البناء لبلد كانت يوماً سعيدة، وتحولت إلى شيء آخر لا يناسب الإنسان اليمني المميز الأصيل المزارع المثقف الشاعر الفنان. اليمني الذي حفر الصخر في بلاده وخارجها لتستمر اليمن. اليمني الذي قاد ثورته ضد الظلم بمنتهى العقل حتى تدخل الشر المعمم بينهم، فتشرذم القوم إلى أحزاب، فنالت شرورهم كل برئ فقتل الشاب والشيخ والطفل بقلوب باردة وعقول أعماها القات عن الصواب. اليوم تريد العودة إلى طاولة الحوار يا صالح؟! الحوار الذي دعاكم إليه الحكماء ففرطتم فيه ونكثتم العهود، فهل بقي لك فيه مكان!؟ يقول أحد أبناء اليمن: حاصر الحوثي طلبة دماج مائة يوم حتى أكلوا ورق الشجر، وكان بالقرب منهم سبعة معسكرات، تتفرج عليهم أنحزن على جيش كهذا؟ وقال غيره ما هو أمر وأنكى عما عاناه الإنسان اليمني من هزيمة القوى التي يفترض بها أن تحميه وتعمل لصالحه، بل وتطاير شررهم العابث إلى أرض لا يقبل رجالها إلا الحسم، فحزموا وعزموا على إصلاح الخلل، أرض لم يحمل رجالها راية حرب يوماً إلا لاسترداد حق وحقن دماء فكانت عاصفة الحزم رداً صاعقاً على الحوثيين وصالح ومن مد لهم وأعد من حمقى لا يعرفون من الحياة إلا تغذية الشر بالسلاح! فهبت عاصفة الحزم لتستقيم الأمور. (ما يحصل الآن نوع من أنواع الحوار فلا يمكن أن تحدث كل الحوارات على الطاولة) ما أجمل هذه العبارة وما أقواها وما أفصحها رغم ايجازها.
نعم لقد انتهى وقت الحوار مع من لا يعي ومن لا يقدر ومن لا يعرف ماذا تعني كلمة وطن ومواطن إلا عندما ترضخ له! كل ما حدث منذ أعوام هو أسباب متراكمة لهذا الرضا والاطمئنان الذي تلقى به الناس هذا الحدث (عاصفة الحزم) التي لن تعصف إلا بأحلام مصاصي دماء العروبة والإسلام.