جاءت “عاصفة الحزم” التي بدأتها المقاتلات السعودية فجر يوم الخميس والناس نيام؛ لضرب تجمعات ومعاقل جماعة الحوثيين في اليمن، استجابة للرسالة التي وجهها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بعد أن صار الحوثيون على مشارف عدن. الضربات تمت بإشراف ومتابعة ولي ولي العهد ووزير الدفاع -حفظهم الله وسدد خطاهم-. إن تحرك دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة، لم يأت فقط بغرض الاستجابة لطلب "الحكومة الشرعية" التي يمثلها الرئيس اليمني عبدربه هادي، ولكنه جاء لحماية أمن الخليج، الذي تهدده مخاوف الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن، وسيطرة الحوثيين بقوة السلاح على عدة مدن، على رأسها العاصمة صنعاء، «انقلابا» على الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي وصل إلى الرياض، كل المراقبين والمحايدين قالوا إنه يجب أن تكون عاصفة الحزم أكثر من حازمة في مواجهة أذناب إيران، ويجب ألا يعطوا فرصة لبث سمومهم إعلاميا واجتماعيا وكذبهم بأن الحرب في اليمن طائفية.
حرب السعودية ومعها قوات التحالف من دول الخليج وبعض الدول العربية ليست ضد شعب اليمن وليست ضد طائفة بعينها، إنما هي مناصرة للشرعية في اليمن، بعد أن استنجد الرئيس الشرعي عبد ربه منصور بالتدخل لحماية الشعب اليمني من الحوثيين والمد الإيراني، ومن منطلق الروابط العربية والأخوية والإسلامية لبت المملكة النداء وأيدها في ذلك أغلب دول العالم العربي والإسلامي والدولي. التاريخ لا ينسى للسعودية مواقفها المشرفة في اليمن ونصحها الدائم للفرق السياسية في اليمن بأن يكون الحل بين أبناء الشعب اليمني، لكن جماعة الحوثي تمردت وجعلت اليمن ساحة للحرب يدعمها المخلوع علي عبدالله صالح بالمال والعتاد (وهذا الأخير لم يحتفظ بالجميل للسعودية وحكامها الذين أنقذوه من الهلاك والمحاكمة ونقل بطائرة الإخلاء الطبية السعودية بعد الهجوم الذي تعرض له في قصره وعولج في أفضل مستشفيات المملكة) .
قدرنا في السعودية أننا ومنذ عقود من الزمن -حكومة وشعباً- كنا وما زلنا ندعم اليمن ونساعدهم ونعتبر شعب اليمن منا وفينا، فهناك على الشريط الحدودي مع اليمن اختلاط في النسب والأخوة بين السعوديين واليمنيين، ولذلك عندما أعطى خادم الحرمين الشريفين الإذن ببدء حرب عاصفة الحزم، فإنه بذلك يقوم بواجبه حيال نداء الرئيس اليمني والشعب اليمني له بالتدخل وحماية اليمن، ولاقى ذلك القرار التفاف الشعب السعودي وترابطه ودعمه لقيادته ومباركته للخطوات التي اتخذتها الحكومة، نحن ضد سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على اليمن الشقيق لتحقيق الحلم الفارسي بضم جزيرة العرب إلى جمهورية إيران، أغلب الدول الصديقة أيدت -وبقوة- عاصفة الحزم؛ لوقف تهديدات إيران باحتلال البلاد العربية كلها وجعل عاصمتها بغداد، لكنه خاب ظنهم مع سلمان الحزم، فلن يتحقق مرادهم بإذن الله تعالى.
عاصفة الحزم أثبتت براعة ودقة إنجاز قوات التحالف بقيادة المملكة، وكشرت عن أنياب العرب وكشفت عن رغبتهم في التوحد؛ لمواجهة ومجابهة الأخطار التي تحيط بأمتهم وأوصلت رسالة للغرب بأن العالم العربي والإسلامي قوي وله كلمة ويستطيع الدفاع عن حدوده وأمنه وأنها خط أحمر، وأن دول الخليج ومعهم أشقاؤهم العرب يملكون الإرادة والقرار، وأنهم مستعدون للتعامل الفوري والقوي والحاسم، ضد أي قوة تحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة، أو تغيير هويتها.
فاصلة: وأنا أكتب هذه المقالة تلقيت خبر وفاة جدتي لأبي عن عمر يناهز 120 عاما، وبفقدها فقدنا الجدة الحنونة الطيبة الكريمة، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله على كل حال.