لم يكن حسن نصرالله مذعوراً ومتذبذباً ومتناقضاً كما كان في خطابه الأخير .
هذا الرجل الذي تعود منذ سنوات طويلة أن يكذب ويكذب ويمرر ترهاته التي لا تنطلي إلا على الجهلة الذين يقبلون الخديعة ببساطة ويشاركونه الظن في أن كل من حولهم جماعات من الأغبياء يشبهون أولئك الذين يجلسون على ركبهم مطأطئي الرؤوس أمام الملالي! وهم وحدهم أذكياء العالم !! ولا يظنون أن غيرهم لديه القدرة على المتابعة والمقارنة وكشف التناقضات بين الأقوال والأفعال.
لا يتصور حسن نصرالله ومن يصدقه أنه وعلى مر سنوات طوال جلس فيها خلف الطاولة وأزبد وأرعد وهدد وتوعد ونادى: يا قدساه ونفى وأنكر أنه مجرد بوق لملالي إيران التي لم تتخلص يوماً منذ القرن الثاني للهجرة من شعوبية بغيضة واستعلاء أحمق كان أحد أسباب أحلامهم التوسعية التي لا سبيل إلى تحقيقها إلا باعتماد الشر واشعال الشرر بفتنة هنا وفتنة هناك لم تثمر يوماً إلا في هدم الإنسان والأوطان حتى على إيران نفسها التي سخرت كل طاقاتها البشرية والمادية لتلك الأهداف المضمخة بالشر .
لا يهم أن تستقر الأوطان ويستمر بناء الحياة، لا من يموت ومن يحيا، ومن يجوع ومن يعطش المهم أن يكون السلاح أولاً والدم ثانياً !! لكن الله ( لا يصلح عمل المفسدين ) فكل ما يحدث ما هو إلا استنزاف للقوى الطبيعية والمصنوعة. ورغم كل ذلك مازال ذلك البوق يكرر الحجج الواهية نفسها اسرائيل ومهاجمة اسرائيل !! الكذبة نفسها كل مرة !! الكذبة التي لم يعد يصدقها أحد، ولهذا كانت عاصفة الحزم صدمة لا تضاهيها صدمة وقعت على ذلك الرجل الأراجوز بعد أن طلب منه من يحركه أن يظهر على الشاشة التي صار يغطي ثلاثة أرباعها بشحومه من طول المكوث على كرسي الدفاع عن ايران.
ظهر حسن نصرالله ليلقي خطابه الغبي يوم الجمعة الماضي بعد ساعات قلائل من بدء الحزم السعودي الخليجي العربي.
ظهر عارياً كما لم يتعر من قبل مذعوراً يتفوه بالتناقضات الكبرى وينفي أي دور لإيران في المنطقة، وينفي أنه يتلقى الاوامر منها ويتباكى على أهل اليمن وسوريا والعراق !!
وكأنه لم يصرخ يوماً بأعلى صوته ليقول : نعم قيادتنا وإدارتنا وولاية أمرنا وقرار سلمنا وقرار حربنا هو بيد الولي الفقيه !! ثم يظهر في خطابه الأخير ليتساءل بصوت الحمل الوديع قائلاً : لماذا وكيف تهاجم اليمن بحجة وقف المد الإيراني ؟ وكأن العالم أجمع لا يسمع لا يرى لا يعقل ! وهو وحده الذي يملك هذه الخصائص البشرية !!
لقد جاء خطابه فقط لإلقاء التهم يمنة ويسرة بما يتناقض مع كل سيرته السابقة ومع كل خطاباته السابقة وأقوال أسياده الذين يحركونه كعروسة المسرح ويعرفون متى يحركونها ومتى يوقفونها ولهذا عندما طلب منه أن يخرج ليندد بعاصفة الحزم خرج مسرعاً بالكاد وضع عمامته على رأسه الذي لم يكن قد حشاه بعد بما يعقل من الكلام، فظهر برأس فارغ يلفظ الفم منه كلاماً فارغاً من كل ما يمكن أن يقبله العقلاء .
لقد كان من أدق ما رد به على نصرالله وأكثرها اقناعاً ما قاله اللبناني ( نديم قطيش ) الذي قدم فقرات من الخطاب متبوعة بما يناقضها من خطابات أخرى للعروسة نفسها أو من يحركها أو ينوب عنها للتحدث بلسان إيران التي غرها تصديق الجهلة لها من جانب كما غرها تضافر الإخوان الذين بدوا في وقت ما كالعقلاء حتى سقطت الأقنعة.
ايران التي أطلقت الكذبة وصدقتها هي وأعوانها وأعني كذبة أن الطريق إلى اسرائيل يبدأ باقتتال العرب في لبنان في سوريا في العراق في مصر.