أشار خبراء الطقس إلى نهاية العاصفة الغبارية «مظلمة»، التي ضربت المملكة أمس الأول، ودارت بشكل عنيف حول مركز المنخفض الجوي، حيث شهد الساحل الشرقي اضطرابات جوية متواصلة حتى صباح أمس الخميس، باندفاع كميات ضخمة من الغبار، والتي أحالت النهار إلى شبه ليل في عدد من المناطق، مع ارتفاع أمواج البحر بشكل كبير، وتغير اتجاه الرياح الى شمالية مع تراجع كبير في نسبة الرطوبة التي تؤثر في الاحساس بطقس معتدل. فيما تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع اليوم الجمعة، وتتصاعد تدريجيا مطلع الأسبوع إلى منتصف الثلاثينيات عند الظهيرة بحاضرة الدمام، مع استمرار أجواء الليل معتدلة نسبيا خلال الأيام المقبلة بإذن الله، وكذلك من المتوقع استمرار هبوب العواصف الترابية، بشكل متفاوت خلال الاسبوعين القادمين، التي تمثل فترة الذروة للاضطرابات الجوية بفصل الربيع حتى منتصف شهر إبريل الجاري.
ويكون الطقس حارا نسبيا في مختلف المناطق وشديد الحرارة في المناطق الغربية ومعتدلا في مرتفعات الجنوب الغربي كما تسجل درجات الحرارة مستويات قريبة من معدلاتها العامة في مثل هذا الوقت من العام في الأيام العشرة القادمة مع احتمال الانخفاض بشكل متفاوت ودون استقرار، حيث تؤثر سرعة الرياح واتجاهاتها في حالة الطقس، وتكون الرياح شمالية في المنطقة الشرقية خفيفة السرعة مقارنة بيوم أمس، ومتقلبة الاتجاه في وسط المملكة، وغربية وجنوبية غربية في الساحل الغربي خفيفة الى معتدلة السرعة.
وفي توقعات العواصف الرملية، أوضح خبير الطقس والفلك الدكتور عبدالله المسند، أن موسمها يمتد طول فصل الربيع، ويكون تركيزها في شهري أبريل ومايو ـ بمشيئة الله ـ، ويليها موسم العواصف الرملية الصيفية، والتي تنشأ بسبب رياح البوارح الشمالية، متميزة بآلية فيزيائية مترولوجية مختلفة عن عواصف الربيع، كما أن البوارح غالباً ما تؤثر على النصف الشرقي من المملكة، حيث يمتد موسم الغبار من مارس حتى منتصف أغسطس على وجه التقريب، موضحا وجود الامكانية العلمية والتقنية في التنبؤ بالعاصفة من خلال صور للأقمار الاصطناعية المتخصصة، فيما ترصد العاصفة بعد تشكلها وليس قبل ذلك، ومن ثم يُقدر حجمها وسرعتها واتجاهها.
وأضاف المسند أن "مُظلمة" كانت من أسرع العواصف حركة وانتشاراً واتساعاً وسرعة تحركها فوق منطقة الخليج العربي منذ بدايتها وحتى مساء أمس، وكمية الترسيب الرملي الغباري الذي نتج عنها ما يقدر بـ 25 مليون طن من الأتربة.
من جهته، قال الباحث الفلكي سلمان آل رمضان: إن شهر إبريل هو ثاني أشهر فصل الربيع، وهو البداية الحقيقية لموسم السرايات التي تعرف في نجد بالمراويح، وهي الأمطار التي تهطل بصورة مفاجئة، حيث تتكون السحب بسرعة بعد صفاء الجو، ومنه سميت السرايات، أي أنها تسري والناس نيام، مع استمرار فترة التقلبات والأجواء المزعجة، متميزة بسرعة الرياح التي تثير الغبار وتنعدم معها الرؤية الافقية، خاصة في الأماكن المفتوحة، كما تنعدم فرصة الأمطار حتى الأسبوع الأول من إبريل، ويتوقع عودتها بعد ذلك بقوة ـ بمشيئة الله ـ، وأضاف أن الأجواء في المملكة في موسم الربيع للعام الحالي تمثل موسماً استثنائيا في المقارنة بما سبق بحيث تكون درجات الحرارة متجهة نحو الارتفاع كلما مضت الأيام باتجاه الانتهاء من الموسم، مشيرا إلى أن (الحميم الثاني) ثالث منزلة بفصل الربيع، يتزامن مع مقدمات القيظ، وتتقلب فيه الرياح، وغالباً ترتفع فيه درجة الحرارة وتهب الرياح الشمالية الغربية الباردة أحياناً، كما تحدث تغييرات للطقس.